أحمد). وكان مما زاد المقاومة ضراوة وعنادا، إعلان الإفرسيين عن إرادتهم بتعيين (يوسف المملوك) بايا على قسنطينة، بينما كان أهل قسنطينة يعرفون أن (يوسف) هذا لم يكن مملوكا فقط، وإنما كان أيضا يهوديا مرتدا.
علم (الحاج أحمد) عن طريق مبعوث من استانبول بإرسال مساعدات لدعمه، وقد حمل إليه هذا المبعوث (صراف افندي) معلومات عن إرسال حاكم طرابلس (سي الطاهر باشا) اعلاما إلى السلطان يخبره عن انتصار قوات قسنطينة على الإفرنسيين، مما دفع السلطان إلى إرسال دعم سريع - في ربيع سنة ١٨٣٧م، عن طريق تونس، ولم يمض على انتصار (الحاج أحمد) أكثر من أشهر قليلة، فارتفعت الروح المعنوية في صفوف المقاومة. ووصلت أربع سفن عثمانية إلى ميناء تونس وهي محملة بالجنود الأتراك مع اثني عشر مدفعا ومائة وخمسين مدفعيا. غير أن (باي تونس) الذي كان مهددا بالضرب من الأسطول الإفرنسي إذا نزل الجنود العثمانيون فوق أرضه، أرسل إلى القبطان العثماني، يأذن له بإنزال المدافع فقط، أما الجنود فقد اعتذر لهم عن إنزالهم. وأرسل (باي تونس) إلى الحاج أحمد يعتذر له عن موقفه ويعلمه أنه يرغب في إقامة علاقات ودية مع الإفرنسيين. وهكذا عاد الجنود الأتراك بسفنهم إلى قواعدهم في تركيا، واستخدم (باي تونس) المدافع التي كانت مرسلة إلى حامية قسنطينة، وبقي (الحاج أحمد) محروما من الدعم في وقت كان هو أحوج ما يكون إليه.
حاول الإفرنسيون استئناف المفاوضات مع (الحاج أحمد) في حين كانوا يكملون استعداداتهم لغزوه في عاصمة إقليمه.