للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتصلوا أولا باليهودي (ابن باجو) الذي كان يعمل في دار الحاج أحمد والذي كان يتاجر في (تونس). وكان القائد العام الإفرنسي عندئذ هو (دامر يمون) بعنابة قادما من الجزائر استعدادا للحملة المرتقبة. ورفض الحاج أحمد اقتراحات الإفرنسيين، وخرج لقتالهم في مكان يدعى (بلاد عمر). وهناك أرسل إليه (دامر يمون) يهوديا آخر هو (بوجناح) الذي كان يعمل في زي إفرنسي، عارضا عليه دبف مليونين من الفرنكات (ضريبة حرب) وإقامة حامية إفرنسية في قصية قسنطينة، وذلك مقابل أن تعترف به فرنسا (بايا) على الإقليم فيما وراء (مجاز عمار) أي باستثناء الأجزاء التي كانت فرنسا قد نجحت في احتلالها. غير أن علماء قسنطينة وأعيانها ورؤساء القبائل فيها رفضوا الشروط الإفرنسية. وأرسل الحاج أحمد رفضه إلى (دامر يمون) عن طريق (بوجناح). ولم يلبث هذا أن عاد وهو يحمل شروطا أخرى، ولكن الحاج رفضها، وأرسل رفضه في هذه المرة مع كاتبه لأنه لم يعد يثق باليهودي (بوجناح).

كانت الإدارة الإفرنسية في الجزائر قد عقدت في تلك السنة معاهدة مع الأمير عبد القادر - الجزائري - وأصبح باستطاعتها تركيز ثقل قواتها للعمل ضد (الباي الحاج أحمد). وعندما فشلت مفاوضاتها معه، عرف أن المعركة مع الإفرنسيين قد باتت وشيكة الوقوع، فأخذ في الاستعداد للقتال، وجمع شيوخ القبائل والقادة، وحشد (٥) آلاف فارس و (ألفين) من المشاة الرماة من المجاهدين بالإضافة إلى جيشه النظامي الذي كان يعمل تحت قيادته الشخصية، وترك في عاصمة الإقليم (قسنطينة) حامية صغيرة مكونة من (١٥٠٠) مقاتل وانطلق ببقية القوات لمحاربة الإفرنسيين. فهاجهم مدة ثلاثة أيام متواصلة في معسكرهم الواقع في (مجاز عمار).

<<  <  ج: ص:  >  >>