كان حمدان عثمان خوجة في مدينة الجزائر عندما وقع الغزو الاستعماري الإفرنسي، ويظهر أنه مارس دورا خفيا في الدعوة إلى اجتماع الحضر الذين طلبوا إلى الداي الاستسلام. وكان محل ثقة الباشا (الداي حسين) الذي أرسله إلى صهره (الآغا إبراهيم) ليقنعه باستئناف القتال بعد هزيمته في معركة (اسطاوالي)، وكان ابنه حسن هو التي صحب بوحزبة، وكاتب الباشا للتفاوض مع (دوبورمون) على شروط التسليم. ويظهر أن (خوجة) أصبح موضع ثقة (دوبورمون) الذي ولاه عضوية المجلس البلدي لمدينة الجزائر. واحتفظ خوجة بمكانته في عهد (كلوزول) الذي عينه في لجنة تقدير تعويضات الأملاك المصادرة، وأسند إليه دراسة مطالب اليهود من فرنسا لدفع تعويضات عن القروض التي كانوا قد دفعوها إلى (الكراغلة) كما أصبح (خوجة) متوليا شؤون المراسلة بين (باي تيطري بو مرزاق) وبين السلطات الإفرنسية. غير أن أسهمه لم تلبث أن تدهورت، حيث تآمر اليهود ضده ووقف في وجهه المسيحيون (بسبب موقفه غير المتسامح من احتلال المساجد) مما جعله في أعين الإفرنسين من الحاقدين عليهم. وكان ذلك سببا في عزله من الوظائف التي أسندت إليه والتي قال عنها بأنه قبلها لأنه لم يكن له الخيار.
حاول (الدوق دوروفيغو) إنصاف (خوجة) فأعاد إليه داره التي كان قد استقر فيها أحد الضباط الإفرنسيين. وأرسله للتفاوض مع (الآغا محيي الدين بن مبارك - مرابط القليعه) وكلفه بمهمة سرية لدى الحاج أحمد باي قسنطينه، فذهب مرتين إلى قسنطينة (آب - أغسطس وتشرين الأول - أكتوبر) ١٨٣٢ م. ودامت رحلته حتى