كانون الأول - ديسمبر - من السنة ذاتها محاولا إقناع الباي باقتراح الدوق، وهو الاعتراف بالسيادة الإفرنسية، ودفع جزية سنوية لفرنسا. ثم توترت العلاقات بين (خوجة) وبين (الدوق) فنفاه من الجزائر. كما عمل اليهودي (بكري) على إغراق (خوجة) بقضايا ماليه شائكة جعلته يتابعها لدى مجلس الدولة في فرنسا.
اجتمعت فئة (المنفيين الجزائريين) في العاصمة الإفرنسية في أيار (مايو) ١٨٣٣ م حيث تولى (خوجة) قضية الدفاع عن الجزائر وشرحها للرأي العام الإفرنسي والعالمي. وكان للضغط الذي قامت به فئة المثقفين الجزائريين المنفيين في باريس الفضل في تحرك
البرلمان الإفرنسي وتشكيل اللجنة الإفريقية. وفي الشهر ذاته أرسل (خوجة) مذكرة إلى مجلس الدولة الإفرنسي عن حالة الجزائر. وفي ٣ حزيران - يونيو - أرسل مع إبراهيم بن مصطفى باشا مذكرة طويلة إلى المارشال (سولت) وزير الحربية، واقترح فيها بعض مطالب الجزائريين. وتشكيل لجنة تحقيق، وفي ٩ تموز - يوليو - أرسل خلاصة للمذكرة إلى الحكومة الإفرنسية، وفي ١٠ منه أرسل نسخة من المذكرة ورسالة إلى الملك الإفرنسي، وناشده التدخل في الجزائر. وبعد أن تكونت اللجنة أصبح (خوجة) صوت الجزائريين الذين فوضوه ليتحدث باسمهم. ولذلك رفع في ٦ أيلول - سبتمبر - رغبات الجزائريين إلى الملك الإفرنسي، وقد ألح فيها على شيئين: الحرية والاستقلال والتمتع بالحقوق التي يتمنع بها الأوروبيون. ثم كتب كتابه (المرآة) لتنوير الرأي العام. وكان الكتاب جاهزا تقريبا منذ تموز - يوليو - ١٨٣٣. غير أن خوجة لم ينشره انتظارا لتحسن الأوضاع وظهور نتائج اللجنة الإريقية، غير أنه قرر نشره في تشرين