الأول - أكتوبر - وأرسل منه نسخة مع رسالة إلى أعضاء اللجة المذكوره. وينص المؤلف أن (المرآة) سيكون جزئين يتناول في الأول الجزائر في العهد العثماني وإدارة بورمون وكلوزول، ويتناول في الثاني إدارة برتزين وبيشون، ولكن لم يظهر منه سوى الجزء الأول.
لقد خاب أمل (خوجة) في (اللجنة الإفريقية) التي لم تحقق ما كان يريد. وقد عرضته آراؤه في (المرآة) إلى المحاكمات بدعوى التشهير بالغير. ولم يقبل أي طلب استئناف حتى الذي تقدم به أمام مجلس الدولة. ومن جهة أخرى عاد كلوزول الذي كان ساخطا عليه، حاكما عاما على الجزائر سنة ١٨٣٥. وقد أصدر (كلوزول) قرارا في ٢٦ أيلول (سبتمبر) ١٨٣٦ بطرد (حسن بن حمدان خوجة) من الجزائر بدعوى أنه كان من المتآمرين على فرنسا. أما ابنه الآخر (علي) الذي كان قد صحبه إلى فرنسا، فقد عاد إلى الجزائر في شهر آذار - مارس - ١٨٣٩. وأما (خوجة) نفسه فقد ذهب إلى (إستانبول) حيث ظل على اتصال (بالحاج أحمد باي قسنطينة) يترجم له رسائله إلى التركية، ويطلع السلطان على أحوال الجزائر.
لقد كان كتاب خوجه (المرآة) وثيقة من أغرب وأغنى وثائق التاريخ الجزائري الحديث. وبرزت فيه مجموعة من النقاط أبرزها:
١ - إثباته أن عدد سكان القطر الجزائري كان عند الاحتلال عشرة ملايين، وكان السيد حمدان هو المدير الثاني لمصلحة الضرائب في الحكومة الوطنية الجزائرية، ولهذا فإن معلوماته أكثر