للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يمكن لها الخضوع للأجنبي. فكانت تلك أول عقبة جابهت الاسعمار.

خلال تلك الفترة الحرجة، اندلعت نيران ثورة تموز - يوليو ١٨٣٠، فأطاحت بحكم ملك فرنسا (شارل العاشر) وحملت إلى الحكم (لويس فيليب). وظهر خلال ذلك احتمال استدعاء جيش الغزو إلى فرنسا، وترك البلاد التي فتحوها إلى أهلها وساكنيها. وتم بالفعل إرجاع (الكونت دوبورمون) وبعض الضباط القادة من هيئة أركانه، بالإضافة إلى إعادة بعض القوات. ولم يبق في الجزائر إلا قوات قليلة في عددها وعدتها، ضعيفة في قيادتها.

وفي الوقت ذاته، أخذت أوروبا في متابعة أحداث فرنسا بقلق، خوفا من عودة أيام الثورة الكبرى إلى فرنسا، وندمت على أنها لم تتدخل ضد فرنسا عندما قامت بغزو الجزائر، حتى لا تمتلك المقدرة والموارد المالية والمواد الأولية التي تضمن لها المزيد من القدرة القتالية إذا ما تجددت حروب على نمط (الحروب النابوليونية).وشعر سفير فرنسا في لندن (تاليران) (١) بمخاوف رجال السياسة الأوروبيين، فحاول طمأنتهم، ونصح حكومته بأن تقوم بأعمالها في الجزائر بمنتهى الحذر والحرص والكتمان، وأن


(١) تاليران: (CHARLES MOURICES DE TALLEYRAND - PERI - GORD)
ابر بخفاف: (PRINCE DE BENEVENT) ديبلوماسي إفرنسي من مواليد باريس (١٧٥٤ - ١٨٣٨ م) عمدة أوتون خلال أيام النظام الملكي، وأصبح رئيسا للمجلس الوطني سنة ١٧٩٠، ثم وزيرا للخارجية أثناء حكومة المديرين (ديريكتوار) ثم عضوا قنصليا في آخر أيام نابليون. كان له دور كبير في إعادة الملكية الإفرنسية، ومارس نشاطا بارزا في مؤتمر فيينا سنة ١٨١٥. ثم عين سفيرا في لندن من قبل لويس فيليب واشتهر بخياله الخصب وإمكاناته الكبيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>