تتجنب آثارة الرأي العام الأوروبي ضدها. ومن أشهر برقياته في هذا الصدد:(يجب أن لا تتكلموا أبدا عن الجزائر).
حاول القادة الإفرنسيون أثناء ذلك القضاء على المقاومة الجزائرية بالقوة، على نحو ما سبق ذكره في حملات الإفرنسيين على (المدية) غير أنهم فشلوا في ذلك وقادهم هذا الفشل إلى استخلاص نتيجتين:
الأولى: تجنب الإقدام على مغامرات غير محسوبة بدقة خشية تكرر الفشل.
والثانية: أن المقاومة في الجزائر لم تضعف بالقضاء على حكم الداي العثماني. وأن السكان مصممون على الاستمرار في المقاومة (وهم أقوياء وشجعان ولديهم خبرات قتالية عالية).
ونتيجة لذلك، وأمام الظروف الدولية، تقرر اللجوء إلى اتباع أساليب تبادلية تعتمد على المراوغة وكسب الوقت إلى أن تتوافر ظروف أفضل. مع القيام بإصلاحات إدارية تساعد على تحسين موقف الإفرنسيين. غير أنه كان من المحال تحقيق النجاح في هذه الإصلاحات، ذلك لأن فرنسا كانت ترسل إلى مستعمرتها فيما وراء البحار المغامرين من ضباطها وجنودها، وكانت تنظر إلى هذه الممتلكات الجديدة نظرة الجشع، فكانت تريد استثمار الجزائر بأعنف الطرف وأقل المصاريف، ومعاملة الجزائريين بالعنف والقسوة. وأدى ذلك إلى زيادة المقاومة، مما حمل الساسة الإفرنسيين على التردد، وطرح التساؤلات التي كان من أبرزها: هل يجب البقاء في الجزائر أم لا؟ وإذا كان لا بد من الاحتفاظ بها فما هي أفضل طريقة لإدارتها؟ وقد أجاب البارون. - منتلبير - على هذين