من جهة، وغاية (في إطار الحروب الصليبية الشاملة) التي تضمن تأمين عملية النهب الاستعماري.
٥ - تطوير عملية (الهجرة والاستيطان) في محاولة لإيجاد مراكز قوى يمكن الاعتماد عليها بصورة ثابتة لتحقيق هدف مزدوج (تأمين النهب الاستعماري والتوسع فيه) و (تخفيف نفقات النهب الاستعماري) بتحميل هؤلاء المستوطنين قسما من أعباء الدفاع.
٦ - الإفادة من الانتصارات التي تحرزها القوات العسكرية لدعم مبدأ الاستعمار (تفوق الرجل الأوروبي - الأبيض) وتعزيز (الهيبة الاستعمارية للقوة التي لا تقهر). وإعادة ذلك إلى (تفوق الديانة المسيحية) وفضائلها وكذلك التقدم الحضاري للغرب والذي يقابله التخلف الحضاري والوحشية للعرب والمسلمين بصرف النظر عن المضامين الحقيقية لهذه الشعارات، وينخدع المواطنون - بعضهم بداهة - فيصدقون المزاعم الاستعمارية، وينتقلون بصورة طبيعية إلى المعسكر المضاد للتطلعات الوطنية والقومية ويصبحون - ولو إلى حين - في الخندق المعادي لأمتهم.
المثير في الأمر هو تبدل الإدارات الإفرنسية بسرعة مذهلة خلال مرحلة الغزو الاستعماري للجزائر، فقد سقط شارل العاشر مع بداية مرحلة الهجمة الاستعمارية، وتغيرت أنظمة متتالية، وفي الوقت ذاته تبدلت الأجهزة القيادية العسكرية تبدلا سريعا سواء بنتيجة التحولات السياسية في فرسا، أو بسبب الفشل الذي كان يلاحق عمليات الغزو. وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم أيضا من ظواهر التخبط، فقد بقي هناك محرض ثابت يكمن وراء الغزو والتوسع:
أولها: وجود محرض عسكري خلفته الثورة الإفرنسية للتوسع