الاستعمار) وتحقيق (النهب الاستعماري) وهو ما عبر عنه سفير السويد بقوله: (كان من ينظر إلى نقل المغانم إلى فرنسا يظن أن فرنسا على وشك الجلاء، في حين كان من ينظر إلى إقامة الحاميات وشق الطرق وتدعيم التحصينات يعرف أن فرنسا باقية في البلاد) ولقد استمرت هذه الظاهرة في الواقع، مرافقة للعهد الاستعماري طوال فترة الاستعمار. وقد حاولت فرنسا منذ البداية تنظيم إدارتها على الأسس التالية:
١ - الاعتماد على فئات الأقليات في البلاد - أو تلك القوى الوطنية والمراكز الدينية - التي يمكن لها تقديم الدعم للإدارة الاستعمارية، ولو بصورة مرحلية، من أجل إدارة البلاد مع إبقاء هذه الفئات أو العناصر المتعاونة مع الإدارة الاستعمارية تحت المراقبة الشديدة.
٢ - تشكيل قوات عسكرية من أبناء البلاد، للتخفيف من أعباء النفقات الاستعمارية من جهة، ولتوفير القدرة البشرية الاستعمارية. مع محاولة اقتلاع هذه القوات من بيئتها وعزلها حتى تصبح أكثر طواعية لتنفيذ الإرادة الأجنبية المضاده بطبيعتها للإرادة الوطنيه (الزواف - واللفيف الأجنبي .. الخ ...).
٣ - عدم السماح بتشكيل مراكز القوى، ومحاولة التدمير المستمر لهذه المراكز (سياسيا وعسكريا) بكل الأساليب المتوافرة للإستعمار من نهب وتشريد وتوجيه اتهامات ملفقه ومزورة.
٤ - تدمير مواقع الصمود المعنوية، ومن هنا فقد جاء الهجوم على المساجد وأماكن العبادة والحملة الصليبية على الإسلام كوسيلة وغاية في وقت واحد، وسيلة لإضعاف المقاومة الجزائرية