ونصره في عين الكافر. منقادين لطاعة الدولة الخاقانية، وخدمة المملكة العثمانية، نأمر بها البوادي وأهل الحاضر، معلنين بذكر اسمه الشريف في الخطب والدعاء الصالح على المنابر، مستيقظين لأحوال الرعية، والحكم بينهم بالسوية، وتسديد شأن أهل الملة الإسلامية، والوقوف عند حدود الشريعة المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية. غير أننا في ضيق وهم وكرب وغم من تعذر الطرقات البرية والمسالك البحرية التي حالت بيننا وبين التوصل والوصول بأخبارنا، وإنما أعرض حالنا إلى الحضرة السعيدة، ولو كان بيدنا أقرب المرامي إلينا (مثل عنابة) لكان حبلنا متصلا بمقامكم وودنا متأكد عندكم وخدمتنا مستحسنة بين يديكم ونحن الآن لا يتهيأ لنا إرسال مكتوب إلا بالحيلة والتلطف والوسيلة، فانظروا أعزكم الله في شأن من هو عاكف على الطاعة ملازم للخدمة. فإن الأمور مرجعها إليكم، وشرح حالنا لا يخفى عليكم والسلام ختام).
٢ - ووجه أحمد باي قسنطينة رسالة إلى الصدر الأعظم نامق باشا في ٢ ربيع الأول ١٢٥٣هـ - الموافق يوم الثلاثاء ٦ حزيران -يونيو - ١٨٣٧ م. وهي رسالة أقرب إلى الإنذار، وفيها ما يلي بعد الدياجة:
(لا يخفاكم ما حل بقطرنا ونزل بساحنا من تراكم الأهوال منذ ذهبت الجزائر إلى الآن، وقد كابدت جميعها، وقواني الله عليها. وتحملت المشاق العظام والشدائد التي لا يطيقها أحد من الأنام، كل ذلك لرفع منار الدين وإظهار طاعة أمير المؤمنين، وتماديت على ذلك منتظرا الفرج وإزاحة الحرج على يدكم. ولما قدم سفير الدولة