الإسلامية فوق كل دنيا المسلمين. فجرد حسامه وقلمه، مدافعا عن القضية الشاملة أينما سار وحيثما اتجه.
وعندما نزلت به النوازل والخطوب، تقبلها بإيمان وصبر نافذين، إيمان الرجل المؤمن بربه، المؤمن بقدره، فكان كبيرا وهو في معتقله، وكان خصومه صغارا وهم في أوج قوتهم وذروة انتصارهم.
وكبر الأمير عبد القادر بأعدائه بمثل ما كان كبيرا في قومه وبين أهله وعشيرته. وأصبح الأمير عبد القادر بطلا عالميا بعد أن كان بطلا عربيا مسلما.
وأمضى الأمير عبد القادر ردحا من حياته في دمشق. وانطلق منها في زيارات قصيرة لمصر والأماكن المقدسة في الجزيرة العربية.
ثم قضى في دمشق، التي طالما غيبت أشرف السيوف، ودفنت أنبل الرايات، لتبعثها من جديد وهي أشد وضاء وأرفع سموا وإشراقا.
ومضى قرن من الزمن؛
وبدأ القرن الخامس عشر للهجرة،
وانتصرت الجزائر المجاهدة، وتحقق لها ما يريده البطل (الأمير عبد القادر) ولم ينس المجاهدون رائد جهادهم فحملوا رفاته لتستقر إلى جانب رفات الشهداء الأبرار - وما أكثرهم فوق أرض الحرية والأحرار.