اجتاحتها موجة من الفرح والابتهاج، وأعلن فيها العيد لمدة أسبوع، وعملت الحامية الإسبانية (بالمرسى الكبير) على فتح سوق تجاري إلى جانب المدينة بهدف تأمين متطلبات الحامية من جهة، ولإقامة علاقات مع السكان من جهة أخرى. وأغدقت الحامية الذهب والفضة على المتعاونين معها من التجار. غير أن جماعة المسلمين اعتبرت أولئك المتعاونين خونة مارقين، وعاملتهم معاملة الأعداء. وأخذت توالي إغاراتها عليهم.
ثم أخذت القيادة الإسبانية في الإعداد للمرحلة الثانية من التوسع. ونظم قائد حامية المرسى الكبير (فرنانديز دي قرطبة) حملة بهدف الهجوم على (مسرغين) بإغارة مباغتة. وكانت هذه المدينة تبعد عن المرسى الكبير مسافة ثلاث مراحل. ويصل بينها طريق سهلي يمر من تحت حصون مدينة (وهران الإسلامية). وكان اتباع هذا الطريق خطرا لأن حامية وهران سترد الجيش الإسباني وستتصدى لمقاومته، ولهذا قرر اتباع الطرق الجبلية والأودية، وجند لقيادة الحملة أدلاء استأجرهم بالمال - من رجال قبيلة جيزة - التي كانت تنتشر حول المرسى الكبير ووهران، فاتخذ من بينهم أدلاء وحرسا من المرتزقين.
وغادرت هذه الحملة (المرسى الكبير) في يوم ٦ حزيران (يونيو) وبدأت تحركها في الساعة (٢١) ليلا. وقد ضمت هذه الحملة القوة الإسبانية بكاملها تقريبا بحيث لم يترك في المرسى الكبير إلا العدد الضروري لحماية المدينة وأسوارها. ودخلت الحملة في الشعاب الجبلية خلف الأدلة وهي تسير بالرتل الأحادي - على الطريقة المعروفة بالسلك الهندي - وكانت المسيرة شاقة، زاد من متاعبها حرص أفراد الحملة على تجنب إثارة أي صخب أو ضجيج. ووصلت الحملة إلى هدفها مع