أعناقنا بقيوده. ولقبول هذه المسؤولية اشترطنا على كل أولئك الذين منحونا السلطات المطلقة، أن عليهم دائما واجب الطاعة. في كل أعمالهم، إلتزاما بنصوص كتاب الله وتعاليمه، وإلى الحكم بالعدل في مختلف مناطقهم، والأخذ بسنة النبي (ص) في المساواة بين القوي والضعيف، الفقير والغني دونما محاباة، وقد قبلوا بهذا الشرط.
لذلك! ندعوكم إلى المشاركة في هذا العهد والعقد، بيننا وبينكم، سارعوا لإعلان الولاء والطاعة. وجزاؤكم على الله في الدنيا والآخرة. إن هدفي الأساسي هو الإصلاح. وعمل الخير ما دمت حيا. إن ثقتي في الله، ومنه وحده أرجو التوفيق والنجاح).
بأمر من المدافع عن الدين، صاحب السيادة علينا، أمير المؤمنين عبد القادر محيي الدين - نصره الله - آمين.
حرر في مدينة معسكر ٢٢ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٥٢ م.
لقد تحققت النبوءة، وأصبح الحاج عبد القادر سلطانا بايعته الجزائر بسيوفها وقلوبها. وأغمض (عبد القادر) عينيه وتذكر زيارته لضريح (عبد القادر الجيلاني) في بغداد. ففي تلك الفترة، حلم (محيي الدين) بأن (ملاكا وضع مفتاحا في يده، وأخبره أن يسرع بالعودة إلى وهران. وعندما سأله عما يفعله بهذا المفتاح أجابه الملاك: أن الله سيوجهك) وفسر محيي الدين هذا الحلم بأنه كرامة من كرامات الصالح (عبد القادر الجيلاني) اختصه بها لتولي وهران وتكررت مثل هذه الشواهد الغامضة التي تشير إلى أن (عبد القادر بن محيي الدين) سيصبح ذا شأن في قومه. ولم تمض فترة حتى سرت نبوءة غربي البلاد بأن شابا عربيا سيصبح سلطانا ويقيم العدالة بين الناس.