بدوري لن آخذ بقانون غير القرآن، لن يكون مرشدي غير تعاليم القرآن، والقرآن وحده. فلو أن أخي الشقيق قد أحل دمه بمخالفة القرآن لمات. وانطلق (عبد القادر) ليستعرض القوات، وليقف بين فترة وأخرى ليردد على مسامع الجميع أهداف العهد الجديد:(الجهاد الجهاد! لا حرية ولا استقلال إلا بالجهاد! الجنة تحت ظلال السيوف! هلموا جميعا إلى راية الجهاد).
عاد (عبد القادر) إلى (معسكر) بعد نهار شاق كان أشبه (بعرس المجد) وما كاد يستريح قليلا حتى استدعى (كتابه) وأملى عليهم أول بيان له، هو التالي:
(بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. إلى القبائل، وخصوصا نبلائها وشيوخها وأعيانها وعلمائها. هداكم الله وأرشدكم ووجهكم إلى سواء السبيل، وجعل النجاح حليف أعمالكم ومسعاكم. وبعد: إن أهالي معسكر، وأهالي شرق غريس وغربها، وجيرانهم وحلفاءهم بني شقران والبرجيين وبني عباس واليعقوبيين وبني عامر وبني مجاهر وغيرهم قد وافقوا بالإجماع على تعييني، وبناء عليه انتخبوني لإدارة حكومة بلادنا. وقد تعهدوا أن يطيعوني في السراء والضراء، وفي الرخاء والشدة، وأن يقدموا حياتهم
وحياة أبنائهم وأملاكهم فداء للقضية المقدسة. ومن أجل ذلك، إذن، تولينا هذه المسؤولية الصعبة - على كره شديد - آملين أن يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين، ومنع الفرقة بينهم، وتوفير الأمن العام إلى كل أهالي البلاد، ووقف كل الأعمال غير الشرعية التي يقوم بها الفوضويون ضد المسلمين. وصد العدو الذي اعتدى على بلادنا حتى يتم طرده، وحتى لا يتمكن من أن يغل