وشك الهزيمة، ويمنع بمثاله وحضور عقله وقوع الفشل أو الهزيمة، سيعلق له السلطان شخصيا الوسام أمام الجيش كله، وتعلن بطولته بدق الطبول) ويختلف هذا الوسام في مظهره بحسب جدارة مستحقه، فهو يتكون من يد فضية، أو فضية مموهة بالذهب ممتدة الأصابع. وعدد الأصابع الممتدة يشير إلى عدد مواقف البطولة التي وقفها الجندي. وكل أصبع ممتد يجعل البطل مستحقا لراتب إضافي يبلغ شلنا واحدا شهريا. وفي وسط الوسام كتبت عبارة (ناصر الدين).وكان الوسام يلصق لا على الصدر ولكن على أحد جانبي رأس البرنس.
وكان الوسام يمنح أيضا للمدنيين الذين قاموا بخدمات إدارية عظيمة. كانت بدلة الجندي تتكون من سروال أزرق داكن مع حمرة ومن معطف بني له غطاء للرأس وطاقية وشاش صغيرين. وكان راتبه يبلغ تسعة فرنكات شهريا. وعلى الكم الأيمن لكل قائد خيطت العبارة التالية:(الصبر والمثابرة مفتاحا النصر) وعلى الكم الأيسر: (لا إله الا الله محمد رسول الله). وعلى الكتف الأيمن للآغا - وبدلا عن الشارة العسكرية لدى الأوروبيين - كتبت العبارة التالية:(لا شيء يفيد كالورع والشجاعة) وعلى الكتف الأيسر: (لا شيء يضر كالجدل والعصيان). وكان جميع ضباط الجيش يحملون عبارات مكتوبة على بدلاتهم مشابهة لهذه في مضمونها. فالصبائحية - أو الفرسان النظاميون - يلبسون بدلات بنية فقط، وكان قادتهم يحملون عبارة:(ثق في الله ورسوله - جاهد وانتصرا). وكان المدفعيون يحملون عبارة:{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}.
لم يتجاوز عدد أفراد الجيش الإسلامي في عهد الأمير عبد القادر (١٦) ألف مقاتل، في صفوف الأسلحة الثلاثة، وكانت أعباء الجهاد