أكبر من حجم هذا الجيش النظامي. ولهذا فقد اعتمد الأمير عبد القادر على (مجاهدي القبائل) الذين بلغ عددهم في بعض الأحيان (١٥٠) ألف مجاهد.
وقسمت الوحدات الأساسية في الجيش النظامي إلى (كتائب) تضم الكتيبة منها (مائة جندي) أما الوحدة الأساسية في الفرسان فكانت السرية، وهي تضم (٥٠) رجلا. وبقي المدفع هو وحدة الرمي، ويبلغ عدد سدنة المدفع (١٢) جندا.
عندما بدأ (الأمير عبد القادر) في تكوين جيشه النظامي، وضع مجموعة من الأوامر التنظيمية العسكرية، تتضمن أدق التفاصيل المتعلقة بالانضباط والرواتب وملابس الجند. وكانت هذه الأوامر التنظيمية تقرأ مرتين في الشهر على مختلف الوحدات، وكانت تتخللها الوصايا والوعود للسلوك الطيب. ويكفي هنا التعرض لتوجيه يعتبر نموذجا لتلك الوصايا وفيه ما يلي:(من الضروري أن يكون القائد شخصيا شجاعا ومقداما، وأن يكون من أسرة محترمة، ليس محلا للانتقاد الأخلاقي، محافظا على دينه، صبورا، حليما، حذرا، حاضر البديهة، ذكيا في لحظة العسر والخطر، ذلك أن القائد بالنسبة لجنوده هو بمنزلة القلب من الجسد، فإذا كان القلب عليلا فلا فائدة من الجسد).
لقد تحدث (الأمير عبد القادر) عن الصعوبات التي جابهته منذ البداية، وعن الطرائق التي اتبعها للتغلب على تلك الصعوبات بما
يلي: (إن تجنيد جيش نظامي من شعب لم يعرف التجنيد الإجباري حتى أيام الحكم التركي، هو تجربة خطيرة تحتاج إلى حنكة وحذر كبير، لا سيما مع ما عرف عن هذا الشعب من الاستعداد للثورة بمجرد طرح فكرة التجنيد الإجباري ولهذا كان من المحال الإعلان عن خطة