من هذا النوع صراحة، فتم توجيه الدعوة الودية بشكل اقتراح وتلميح، ووزعت على كل المدن والدوائر، وهي:
(على كل من يرغب في أن يلبس لباسا أنيقا وأن يصبح ابنا للسلطان، عليه أن يأتي ويلتزم بذلك، فإنه يحصل على راتب محترم، وسيعفى من كل شيء) وقد استجاب بعض الشبان لما تضمنه النداء. وقدموا أنفسهم للتجنيد. وبذلك أمكن البدء بتشكيل الجيش النظامي بدون أن يشعر أحد بذلك تقريبا. وقد وصف الأمير عبد القادر تنظيمه العسكري بالتالي:(أصبح لدي جيشا نظاميا مكونا من (٨) آلاف جندي وألفي فارس - أو صبائحي - و (٢٤٠) مدفعا. وكان عندي (٢٠) مدفع ميدان بالإضافة إلى مخزون كبير من المدافع الحديدية والنحاسية مما خلفه الأتراك، والتي كان عدد كبير منها غير صالح للاسعمال عمليا. وإلى جانب ذلك، كانت هناك القوات التي ترسلها إلي القبائل الخاضعة لي وقوات خلفائي، والتي كانت تشكل قوة احتياطية ضخمة، رغم أنها مؤقتة، ما دمت لا أستطيع أن أحتفظ بالجنود لمدة طويلة بعيدا عن قبائلهم. ومن هنا كان لا بد من زيادة الاعتماد على الجيش النظامي - فكان باستطاعتي إمداد كل خليفة من خلفائي بألف جندي و (٢٠٠) فارسا، ومدفعين أو ثلاثة. وكان جنودي المشاة يجندون من المتطوعين فقط، ولكنهم كانوا أكفاء إذا أخذنا في الاعتبار وسائل المالية والأسلحة التي كانت تحت يدي ... وكان مدربو جيشي النظامي من المشاة هم جنود (النظام) من تونس وطرابلس، بالإضافة إلى الفارين من الجيش الإفرنسي. وقد ازداد عدد هؤلاء حتى تم تشكيل كتيبة خاصة منهم، وقد حاربوا ضد مواطنيهم بكل شجاعة وإقدام، ولقد وزعتهم على خلفائي. أما النظاميون من فرساني، فقد