حتى أنه ما من فارس لم يقتل تحته سبعة أو ثمانية من الخيول، وفي بعض الأحيان اثني عشر حتى ستة عشر فرسا. ويذكر الأمير عبد القادر هذا الموضوع بقوله:(وعلى سبيل المثال: فهناك ابن يحيى، ذلك الجندي الهمام الذي فضل موتا محققا على أن يعيش بعد هزيمتي، خلال معركتي الأخيرة مع المغاربة. (في كانون الأول - ديسمبر - ١٨٤٧) فقد ثمانية عشر حصانا قتلت كلها تحته. وقد بلغت المنافسة درجة كبيرة في هذا المجال حتى أن أي فارس يقضي سنة دون أن يكون له حصان جرح أو قتل تحته، كان ينظر إليه باحتقار .. وكان (الأمير) لا يكتفي بتوزيع الخيول على الفرق النظامية، بل إنه كان يقدم الخيول أيضا إلى الفرسان غير النظاميين (القوميين - أو القوم) ممن تقتل خيولهم في العركة حتى بلغ عدد الخيول التي قدمها لهؤلاء أكثر من (٦) آلاف حصان. ولم يكن باستطاعته دائما تأمين هذه الخيول، فكان يعمل في مثل هذه الحالات على تعويض الفارس الذي يقتل فرسه بجملين أو ثلاثين رأسا من الغنم يقوم الفارس ببيعها وشراء حصان بثمنها لركوبه. وقد تحدث (الأمير عبد القادر) عن بعض مصاعبه في مجال التنظيم الإداري والمالي، فقال:(لكي أعطي فكرة عن استهلاك الخيول، أقول إنني خلال سنة واحدة، أعطيت (٥٠٠) حصان لغرابة وهران، وحوالي نفس العدد (لحاجوط) في سهول مدينة الجزائر. وفي الوقت ذاته هناك كثيرون لم أحاول أبدا تعويضهم، إما لأن أصحابهم أغنياء، وإما لأنني لم أعد أملك الوسائل لتعويضهم. وكانت الأغنام والأبقار التي تدفع بعنوان الزكاة تعطى للقبائل تحت إشراف القادة. وكان واجب هؤلاء المسؤولين أن يحسبوها، وأن يعينوا لها رعاة لإطعامها والعناية بها. وكانت هذه الحيوانات، التي توجد في مقر حكم كل خليفة، تستخدم لسد تكاليف الضيوف،