ولمعونة الفقراء ومساعدة الطلبة ولتموين جيشي الذي كان يأكل اللحم مرتين في الأسبوع. وبهذه الطريقة استطعت أن أقيم نظاما كاملا لإدارة الضرائب في كل ولاية (خلافة). ولكن عندما استؤنفت الحرب، لم أستطع منع الغش، وقد اغتنم العرب في كل مكان فرصة انشغالي، ولم يستطع سوى خليفتين أن يحافظا على النظام الذي أقمته إلى آخر لحظة، وهما: البوحميدي وابن علال، وقد كان الناس يخشون كلا منهما لصرامته. ولم تكن الاحتياطات التي ذكرتها تكفي لتموين جيشي في كل المجالات التي دعاه واجب الحرب للعمل فيها. لذلك أمرت تفاديا لوضع عبء جديد على الأهالي وهو إقامة (مطامير) أو مخازن للحبوب تحت الأرض في كل ولاية (خلافة) وكانت هذه المخازن توضع تحت حماية قائد كل قبيلة وبحيث لا يمكن للعدو العثور عليها، وكانت هذه المطامير - أو المستودعات مخصصة للحبوب التي تدفع كعشور، أو من أراضي الدولة، والتي كانت تحرث وتزرع مقابل أجور يتم دفعها للمزارعين، وأحيانا بالقوة. وبهذه الطريقة، برهنت للعرب، الذين من طبيعتهم الشك أنني لم آخذ شيئا من الضرائب لمصلحتي الشخصية. لقد جعلتهم يدفعون للصالح العام فأجابوني. والواقع أن هذه المخازن هي التي أخرت سقوطي، فعندما جردت من مخازن تمويني، أصبحت مضطرا لفرض مطالب جديدة على القبائل. ولما شعرت هذه القبائل بالضغط الشديد من الجهتين، العدو والصديق، ارتخى حماسها للجهاد. أما بالنسبة لي، فما حاجتي إلى اللجوء للخزينة العامة لدفع مصاريفي الخاصة، فإلى اللحظة التي وضع فيها الإفرنسيون أيديهم على أملاكي القليلة، لم أمس قط أي شيء مما أعطاني العرب للمصاريف العامة. وعندئذ لم آخذ إلا ما كان ضروريا جدا. فملابسمي كانت تصنعها نساء بيتي،