الأخذ بهذه الذريعة، فإن كل مخططاته لحصار الأعداء وتحرير البلاد ستنهار من أسسها. وفي هذا الوقت، رفع حاكم وهران (تريزيل) المعاهدة التي وقعها مع (ود بن إسماعيل) إلى الحاكم العام (دو ميشال) الذي رد على ذلك بأن (هذا الود بن إسماعيل) أضعف من أن يقف في مواجهة الأمير، وأنه من الأفضل التعامل مع (الأمير مباشرة). ولكنه - أي دو ميشال - كان في حاجة للمناسبة التي تفتح له مجال الحوار مع الأمير، وجاءت هذه المناسبة مع نهاية تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٣ م. عندما توجه عربي (اسمه قدور) من قبيلة (البرجية) إلى مدينة أرزيو، وباع مواشيه إلى الإفرنسيين. وعند رحيله، طلب من القائد الإفرنسي أن يعين له قوة لمرافقته لأنه بات يخشى بطش جند الأمير عبد القادر. واستجاب القائد الإفرنسي لهذا الطلب، فكلف أربعة فرسان بموافقته، غير أن هؤلاء لم يبتعدوا عن المدينة أكثر من كيلومترات قليلة حتى انقضت عليهم قوة من المجاهدين فقتلت أحد الفرسان، واقتادت البقية أسرى إلى مدينة (معسكر). واستقبل (دو ميشيل) خبر هذا الحادث بالغبطة، إذ وجد الفرصة لكتابة رسالة للأمير عبد القادر جاء فيها ما يلي: (إنني لا أتردد مطلقا في أن أكون البادىء في اتخاذ هذه الخطوة، على الرغم من أن وضعي لا يسمح لي بذلك، ولكن شعوري الإنساني يحملني على الكتابة إليك، لذلك فإنني أطلب حرية أولئك الإفرنسيين الذين سقطوا في كمين بينما كانوا يحمون عربيا. وإنني لا أتوقع أن تجعل إطلاق سراحهم مرهونا بشروط معينة، ما دمت أنا قد أطلقت في الحال سراح بعض أفراد قبائل الزمالة وقبائل الغرابة، عندما سقطوا في يدي نتيجة الحرب وأطلقتهم من غير شروط، بل لقد عاملتهم أحسن معاملة، وبناء عليه آمل من سمو الأمير إذا كان يرغب في أن يأخذ من