التقدير قدرا عظيما، ألا يطيل المراجعات، وأن ينعم بإطلاق الأسرى).
ولم يرغب الأمير من عدوه أن ينال ما وصفه (بالقدر العظيم من التقدير) فتجاهل الرد فكتب إليه (دي ميشيل) رسالة ثانية جاء فيها: (من الجنرال دي ميشيل إلى الأمير عبد القادر بن محيي الدين. لي أمل بأن تطلق الحرية للأسرى الأربعة التعيسي الحظ والمحبوسين في قلعة معسكر. وما كنت أتردد عن السعي لديكم فيما تمنعني وظيفتي الرسمية عنه، حيث تدفعني الإنسانية إليه.
ولعلمي أن البشر الراقين إلى الدرجات العليا عليهم أن يمتازوا بأعمال كريمة دالة على التفاوت الذي وضعه الله بينهم، فأرجو الإفراج عن الإفرنسيين الذين وقعوا في شر مكيدة وهم في الدفاع عن بعض العرب لتخليصهم من انتقام أبناء جنسهم. ولا أظن أنكم تضعون في طريق ذلك العقبات، لأنكم إذا رغبتم أن تعدوا من كبار أهل الأرض لا تتأخروا عن إظهار أخلاقكم، وإذا أوقعت الحرب بين يدي بعض أتباعكم فأنا أعدكم بإرجاعهم دون تعريض - أو مبادلة).
ومرة ثانية تجاهل الأمير عبد القادر رسالة (دي ميشيل) فجاءته الرسالة الثالثة وفيها:
(إلى الأمير عبد القادر بن محيي الدين.
بما أنني لم أتلق جوابا على رسالتي التي بعثتها إليكم منذ شهر، فأحب إلي القول بأنه لم تصلكم من أنكم لم تلتفتوا إلى قبول طلبي وعليه، جئت للمرة الثالثة أكرر طلب إطلاق سراح الأسرى الإفرنسيين المحتجزين لديكم، لأنهم لم يؤخذوا في ساحة الحرب، بل سقطوا في أقبح خدعة وأسوأ مكيدة، وعلي أن أذكركم أن فرنسا هي أقوى دولة في الدنيا، فليس من الحكمة أن تستمروا في مقاومتكم لها، وإذا كان