للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض قواته لإزعاج قبائل (الدوائر والزمالة) وأمكن أسر بعض شيوخهم والاستيلاء على مواشيهم. فأرسل حاكم وهران (تريزيل) قوة عسكرية لحماية مخيماتهم قرب (مسرغين) وفي ١٦ حزيران - يونيو - ١٨٣٥ م. وقعت الزمالة والدوائر معاهدة الحماية مع (تريزيل).ولم يلبث حاكم وهران هذا (تريزيل) أن أرسل قوة من الفرسان للإغارة على مزارع بني هاشم الغرابة بحجة الحصول ما تحتاجه القوات الإفرنسية من الشعير، وما أن علم الأمير عبد القادر بالعدوان على قبيلته الخاصة حتى أرسل (ألفي) فارس و (٨٠٠) راجل إلى نهر (سيق). وقرر (تريزل) مهاجمة هذه القوة قبل أن يتم دعمها بقوات أكبر. لذلك قاد يوم ٢٦ حزيران (يونيو) ١٨٣٥، تضم (٥) آلاف من جند المشاة، وفرقة من قناصي أفريقيا وأربع قطع مدفعية وعشرين عربة إمداد وتموين ومستشفى ميدان عادي. ووصلته هذه القوق (غابة مولاي إسماعيل) وأخذت في اقتحام الغابة، وشرعت في إطلاق النار على ما ظنته كتيبة عربية ضالة (شاردة) ولكن النار أعيدت بعنف وقوة. وسرعان ما ظهر الفرسان لقد كانوا طلائع عبد القادر قادمين من جهة نهر السيق ولم تمض أكثر من دقائق قليلة على هذا الاشتباك الأولي، حتى هوجمت القوات الإفرنسية بهجمات عنيفة على جبهتها ومجنباتها، وكان ذلك مباغتا إلى حد مذهل للقوات الإفرنسية، وزاد من تأثير المفاجأة كثافة الغابة، وطبيعة الأرض المتموجة التي كانت تخفي العدد الحقيقي للمجاهدين المسلمين. هذا بالإضافة إلى صيحات الحرب (الله أكبر) والتي كانت تثير فزع الجند الإفرنسي، وتحمله على الاعتقاد بتقدير قوة المسلمين أضعاف ما كانوا عليه في الحقيقة. وأدى ذلك إلى تمزيق التنظيم القتالي - نظام الصف - للقوات الإفرنسية. التي حاولت

<<  <  ج: ص:  >  >>