الواقعة على حدود إقليم قسنطينة. وأرسل قواته فاحتلت كل الأراضي المتنازع عليها وراء (وادي القدرة). وبالإضافة إلى ذلك جعل هذه الأراضي مسرحا لنموذج من أعماله الصارمة التي لا تعرف المساومة نحو الذين خانوا الدين. فهناك مجموعة من الكراغلة كانت قد استوطنت هناك حديثا تحت حماية الإفرنسيين. وقد دعاهم عبد القادر إلى قطع علاقتهم الخائنة مع الإفرنسيين، ولكنهم رفضوا. وكان الإفرنسيون يمدونهم بالسلاح والذخيرة حتى يقاوموا عبد القادر، ولكن الأمير نزل عليهم وسحقهم وقطع رأس القائد العميل. وفي الحال، أعلنت كل قبائل مقاطعة (سباو) الواسعة خضوعها. وقد عين عبد القادر أحمد بن سالم ليكون خليفته عليهم. وأصبح عبد القادر الآن صاحب السيادة المطلقة على ثلثي الجزائر. وأن المناطق التي احتلها أخيرا والتي تقع في جنوبي - شرقي إقليم الجزائر كانت ذات فائدة كبيرة للإفرنسيين، لأن معسكرهم في (قسنطينة) كان يعتمد في مواده الغذائية عليها. فأخذوا يشعرون بعد ذلك الحادث أن عبد القادر يمكنه في أية لحظة أن يوقف التموين والإمداد عن الإفرنسيين، وقد عرف الأمير عبد القادر أن حركته الأخيرة ستستثير فرنسا، ووجد أنه من الضروري إجراء تحرك ديبلوماسي لتغطية تحركه العسكري، فكتب رسالة إلى ملك فرسا (لويس فيليب) يشكره على هديته التي كان قد أرسلها عشية التوقيع على معاهدة (تافنة) وحمل رسالته هذه إلى (ميلود أو - مولود بن عراش، واليهودي دوران) وأخذا معهما ستة أحصنة عربية مسومة. وكانت مهمة الوفد تتجاوز حدود المجاملة، فقد كان على الموفدين تهدئة المخاوف الإفرنسية من جهة. والتفاهم في موضوع بقاء المنطقة المتنازع عليها تحت سلطة الأمير. غير أن هذا الوفد عاد من مهمته فاشلا. وعلم الأمير وهو في (تاقدامت) يوم ١٠