كانون الثاني - يناير - ١٨٣٩م. عن طريق وفده بتصميم فرنسا على التوسع والاستيلاء، فكان رده:(أبدا - أبدأ - لن أصادق على معاهدة تمنح الإفرنسيين جسرا أرضيا بين قسنطينة ومدينة الجزائر، لأخسر بذلك كل الثمار التي جنيتها نتيجة قصر نظرهم بجعل الجزائر محاطة بحلقة مكونة من البحر والشفة وجبال الأطلس الصغرى الواقعة مباشرة فوق وادي القدرة). ولكن على الرغم من هذا الرد الحاسم. فقد استمر الأمير عبد القادر في بذل جهد المستطاع لتجنب اندلاع الحرب. وتابع اتصالاته بالمارشال (فالي) الذي رغب في بذل الجهود أيضا لتحقيق أهداف فرنسا بطريقة سلمية، فأرسل الضابط (دوسال) في شهر شباط - فبراير - ١٨٣٩ إلى (مليانة) حيث كان الأمير قد عقد مؤتمرا لكل القادة والشويخ لاستشارتهم. وتحدث (دوسال) إلى المؤتمرين، فكان جوابهم جميعا:(الحرب أولى من التنازل عن المناطق المتنازع عليها) وعزز الأمير جهوده السلمية بكتابة عدد من الرسائل إلى ملك فرنسا (لويس فيليب) وإلى وزير الحربية الإفرنسي، غير أن كل (١) هذه الجهود أحبطت بإرسال (دوق - دي أورليانز) ابن ملك فرنسا (لويس فيليب) والذي ما إن وصل إلى الجزائر حتى بدأ عمله بالإشراف على حملة تتحرك من ميلة في أقليم (قسنطينة) مارة بمضيق - باب الحديد - عابرة المنطقة المتنازع عليها، متقدمة منها إلى مدينة الجزائر. وأحيطت خطة العملية بنطاق محكم من الكتمان والسرية. وبدأت القوات الإفرنسية تحركها نحو (بجاية). فأسرعت القبائل
(١) دوق دي أورليانز (DUC D'ORLEANS) من أسرة أورليانز الشهيرة وقد عرف باسم دوق دومال (HENRI DUC D'AUMALE) وهو الإبن الرابع للملك لويس فيليب الأول. جنرال ومؤرخ إفرنسي (١٨٢٢ - ١٨٩٧) وهو من مواليد باريس اكتسب شهرة من خلال حرب الجزائر. وكان في الحملة التي استولت على (الزمالة) مقر الأمير عبد القادر سنة ١٨٤٣.