للدفاع عن بلادها ضد العدوان، وغادر المارشال (فالي) و (الدوق) مدينة ميلة يوم ١٨ - تشرين الثاني - أكتوبر - ١٨٣٩. ووصلا مدينة (سطيف) من اتجاهين متقابلين يوم ٢١ منه. وطلب شيوخ القبائل مقابلة المسؤولين الإفرنسيين، وعندما قابلهم كبار الضباط، أبرزوا لهم جوازات سفر تحمل خاتم الأمير عبد القادر تسمح للقوات الإفرنسية بالمرور، فرضي الشيوح بذلك، وكانت هذه الجوازات مزورة. كما كان ختم الأمير قد زور أيضا. وبدلا من دخول جبال القبائل، عادت القوة التي تحركت نحو بجاية القهقرى. ثم تقدمت نحو (باب الحديد) بعد أن انضمت إلى قوات (فالي). وقام شيوخ القبائل بوظيفة الإدلاء المرشدين عند التقدم عبر المنطقة الجبلية الصعبة، وكانوا مغتبطين بتسهيل تقدم أصدقاء الأمير وحلفائه. وبفضل هذه الخدعة، مرت القوة الإفرنسية المكونة من (٥) آلاف مقاتل تقريبا عبر المضيق الهائل لباب الحديد دون طلقة واحدة. ولو كان الأمير عبد القادر هناك بقوة لا تزيد على (٥٠٠) رجل لما كان بوسع الإفرنسيين دخول (باب الحديد) أو لما كان في استطاعتهم الخروج منه.
مر الإفرنسيون في اليوم التالي وسط قبيلة بني منصور التي بلغتتهم كما لو نزلت عليهم من السماء. ووصلت القوة الإفرنسية يوم ٣١ تشرين الثاني - أكتوبر - إلى (بني يني) وهناك تبادل العرب والإفرنسيون النار أخيرا. ولم يكن (لابن سالم) خليفة الأمير عبد القادر في تلك المنطقة الوقت الكافي للاستعداد من أجل مواجهة تقدم الإفرنسيين، لذلك اندهش عندما سمع بتقدمهم. وأخذ في الاستعداد متأخرا، إذ لم يلبث (الدوق) أن دخل الجزائر ومعه (فالي) يوم ١ تشرين الثاني - نوفمبر - دخول المنتصرين، واستقبلوا فيها استقبال الفاتحين. وقد دامت الاحتفالات بهذا الحادث أربعة أيام