كاملة. وأقيم احتفال ضخم في ساحة (باب الواد) تكريما لأبطال (باب الحديد). عندما علم الأمير وهو في (تاقدامت) بهذا الانتهاك الصارخ، ركب فرسه وسار ليلا ونهارا حتى وصل إلى مدينة المدية بعد (٤٨ ساعة). وأرسل إلى (فالي) برقية احتجاج شديدة اللهجة كما كتب لابن سالم، تعليمات جديدة لمجابهة الموقف الجديد جاء فيها:(إن خرق الاتفاق قد جاء من المسيحيين! إن العدو أمامكم. اجمعوا أمركم واستعدوا للمعركة. إن الدعوة إلى الجهاد قد وجهت إلى كل مكان. وأنت رجل هذه الجهات. وإنني أضعك هناك لتمنع دخول العدو ... احذروا البلبلة. اربطوا أحزمتكم وكونوا مستعدين لكل شيء. كونوا على مستوى الحوادث. وتعلموا الصبر فوق كل شيء. لا تدعوا للضعف الإنساني مجالا بينكم. إنها محن أرادها الله. وأن هذه المحن قد خالطت مصير كل مسلم صالح تعهد أن يموت من أجل دينه. وسيكون النصر إن شاء الله حليف خطاكم. والسلام من عبد القادر بن محيي الدين) وفي الوقت ذاته وجه إلى خلفائه الآخرين رسائل ذات مضمون واحد جاء فيها:
(إن الكافر قد جبهنا بالخيانة، ودليل خيانته واضح كالنهار، لقد عبر بلادي دون إذني، فاجمعوا شملكم، واربطوا أحزمتكم استعدادا للمعركة. إنها على الأبواب. وأن الخزينة العامة غير غنية. وأنتم أنفسكم لا تملكون النقود الكافية تحت أيديكم لتواجهوا الحرب. فأجيبوا إذن حالما تتلقون الأوامر بضريبة إضافية. كونوا عجلين في عملكم. وسارعوا إلى الانضمام إلي في المدية حيث أنتظركم). واجتمع الخلفاء والشيوخ والزعماء في المدية، واستمر النقاش طويلا، وطرحت قضية الحرب (فنادت الأصوات - باستثناء