صوت واحد - بالجهاد). فقال عبد القادر:(ليكن ذلك ما دامت هذه هي رغبتكم. ولكني أقبل المسؤولية بشرط واحد. أنكم ستعرضون للتعب والمشقة والمحن والخيبات. وقد تقنطون أو تتعبون من الحرب. فأقسوا لي إذن على القرآن الكريم أنكم لن تتخلوا عني أبدا ما دت أحمل راية الجهاد) فأقسم له جميع الشيوخ والخلفاء.
وفي يوم ٢٨ تشرين الثاني نوفمبر - ١٨٣٩. أعلن عبد القادر رسميا الحرب على الإفرنسيين وذلك ضمن رسالة وجهها إلى المارشال جاء فيها:
(من الحاج عبد القادر أمير المؤمنين، إلى المارشال فالي. السلام على من اتبع الهدى. لقد اتصلت بأول رسائلك وآخرها. وقد قرأناها وفهمنا محتواها. لقد سبق لي أن أخبرتكم بأن جميع العرب من ولهاصة حتى الكاف (من حدود المغرب حتى حدود تونس) مجمعون على الجهاد، وقد بذلت كل مجهرداتي لتهدئتهم لكن بدون جدوى. ويجب علي طبقا لشريعتنا الخضوع للإجماع. وإنني أعمل بوفاء لكم حين أخبركم بما يجري. فأرسلوا إلي قنصلي الذي هو في وهران. ويمكنه أن يعود إلى أسرته. وكونوا مستعدين. فالمسلمون جميعا قد أعلنوا الجهاد. ومهما حدث فإنكم لن تستطيعوا اتهامي بنقض العهود. إن قلبي صاف ولن تجدوني أعمل خلافا للعدل) كتب مساء الإثنين بالمدية في الحادي عشر من شهر محرم سنة ١٢٥٥ (١٨ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٣٩).
لقد لمع البرق وسط السحاب، وانفجرت العاصفة، ولم تمض ساعات على إعلان الحرب، حتى كان الأمير عبد القادر يقف فوق مرتفعات (بني صالح) ليتابع منظرا نادرا ما يحدث في التاريخ، لقد