المغرب بدلا من تقويته، ومضى يستثير حماسة القبائل في الجزائر، متنقلا باستمرار، من (تيارات) في أقاليم التل حتى الحدود المغربية. وكانت مطاردة الإفرسسين له لم تتوقف. وفي لحظة اليأس وصلته رسالة من خليفته (ابن سالم) يعلمه بقدومه إليه عندما تتوافر له ظروف مناسبة. وأثناء ذلك عقد خلفاء الأمير الثلاثة في الشرق الجزائري. وقرروا المضي في جهادهم، ومما قاله (ابن علال) لإخوته في الجهاد وهو يعانقهم ويقبلهم مودعا: (ليجمعنا الله في الآخرة، لأنني ضعيف الأمل باجتماعنا من جديد في هذه الدنيا) فأجابه ابن علال: (قد يكون ذلك صحيحا إذا استسلمنا للمسيحيين، وهو أمر حرمه الله علينا).
يصور ذلك الوضع الذي كانت عليه الجزائر، في الوقت الذي مضت فيه السلطة الاستعمارية بالمطاردة الأمر الذي زاد على قدرة احتمال القبائل، فانفجر الموقف في آذار (مارس) ١٨٤٥ بقيادة محمد ابن عبد الله - الملقب بومعزة - من مشايخ (الدرقاوه). ورفع (بومعزة) لواء الجهاد في منطقة الظهرة وسهل الشلف. وعلى الرغم من أن قوة - بومعزة - لم تتجاوز المئات فقد كانت شرارته هى التي أحرقت السهل، إذ اندلعت المقاومة في كل مكان (باسم بو معزة). وأفاد الأمير من هذا الموقف، فقاد قواته التي بقيت مخلصة له إلى سهل (تافنة) فدمر الحامية الإفرنسية في (سيدي مخلصة). واستسلمت له كتيبة كاملة (من ستمائة جندي) في (تموشنت). وشعرت فرنسا بالخطر المتعاظم. فأعادت (بيجو) إلى الجزائر، ودعمته بقوات جديدة حتى بلغ عدد القوات الإفرنسية في الجزائر (١٢٠) ألفا ووصل بيجو إلى مسرح العمليات يوم ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ١٨٤٥ وتولى قيادة (١٤) فرقة. وطبق أسلوب (الطابور الجهنمي) الذي يعتمد على الإبادة