للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيفه، وسلمه إلى أحد المرافقين له. وبعد ساعة قضاها الأمير في الصلاة، خرج فتابع رحلته. ووصل في السادسة مساء إلى (جامع الغزوات) حيث اتخذه الدوق دومال مقرا له. وعندما تمت المقابلة بحضور القادة الإفرنسيين، قال الأمير للدوق (أن الجنرال - لامورسيير) قد أعطاني وعدا، وإني أثق به كل الثقة، ولست أخشى أن يخلفه ابن ملك عظيم مثل ملك الإفرنسيين) أقام (الدوق دومال) عرضا للقوات الإفرنسية في الجزائر، في اليوم التالي، ووقف الأمير إلى جانب الدوق، وعند انتهاء العرض، قدم الأمير للدوق جواده، وقال له: (إنني أقدم إليك هذا الجواد الذي هو آخر جواد امتطيته، لقد كان جوادي المفضل، ولكن يحب أن نفترق الآن) وأجابه الدوق: (إنني أقبله باعتباره إكراما لفرنسا، البلد الذي ستمتد حمايته إليك منذ الآن وعلامة على أن الماضي قد نسي).

وركب الأمير وعائلته ومرافقيه وأتباعه (ومجموعهم ثمانية وثمانين شخصا) السفينة (إسمودس) يوم ٢٠ كانون الأول - ديسمبر - ١٨٤٧ م. واتجهت السفينة إلى طولون. وباعت فرنسا كل ممتلكات الأمير وحقائبه وخيامه وجياده وبغاله وإبله، بمبلغ (٦) آلاف فرنك، ولكن حتى هذا المبلغ التافه لم يقدم له إلا على شكل صدقة وبالتقسيط.

وعمت فرسا أنباء استسلام الأمير، فاستقبل الإفرنسيون (شعبا وحكومة) ذلك بفرح طاغ وبهجة عارمة، لقد أصبحت الجزائر الآن (مستعمرة فرنسية). وأصبح باستطاعة فرنسا الآن سحب (مائة ألف جندي) لاستخدامهم حيث تتطلب الحاجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>