للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتقديمها إلى عبد القادر علامة على قبول شروطه.

أفاد الأمير من توقف المطر قليلا، فكتب رسالة إلى (لامورسيير) ضمنها شروطه، وعاد فأرسلها مع مبعوثيه. وأثناء ذلك كان (لامورسيير) قد نقل الخبر إلى (الدوق دومال) الذي أصبح حاكما عاما للجزائر. وكتب لامورسيير إلى الدوق ما يلى: (كنت مضطرا أن ألتزم بتعهدات، إنني فعلت ذلك وأنا على يقين أن سموك والحكومة ستوافقون على تعهداتي، إذا قبل الأمير كلمتي. إنني الآن ممتط جوادي في طريقي إلى الدائرة، وليس لدي الوقت لإرسل لكم نسخة عن الرسالة التي وصلتني من الأمير أو نسخة من جوابي عليها. ويكفيني أن أذكر بأنني وعدت ووافقت على أن يؤخذ الأمير وعائلته إلى عكا أو الإسكندرية، ولم أذكر سوى هذين المكانين، وهما اللذان ذكرهما في مطلبه واللذان قبلتهما).

غادر الأمير قرية (تريرات) صباح يوم ٢٣ كانون الأول - ديسمبر - تتبعه مجموعة من قادته وأتباعه الذين ارتضوا لأنفسهم مشاركته رحلة العمر الشاقة، حتى إذا ما وصل إلى زاوية المرابط (سيدي إبراهيم) استقبله العقيد (مونتوبان) على رأس قوة من (٥٠٠) فارس، وأدى له المراسم كرئيس دولة. وبعد استعراض حرس الشرف، طلب الأمير السماح له بأداء الصلاة في الزاوية واستجاب القائد الإفرنسي لطلبه، فترجل عن فرسه - وبوسوله إلى الزاوية نزع


= المكسيك. وكلف سنة ١٨٧٠ بقيادة جيش اللورين ضد بروسيا، غير أنه أضاع المبادأه مما سمح للقوات البروسية بتطويقه في ميتز. وحكم عليه بالموت سنة ١٨٧٣ لتقاعسه، غير أنه استطاع الهرب إلى إسبانيا وقضى بقية حياته في (مدريد).

<<  <  ج: ص:  >  >>