للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعور وحده هو الذي جعلني أتابع حمل راية الجهاد في سبيل الله حتى اليوم .. فإذا كنتم تعتقدون أنه ما زال بوسعي أن أقوم الآن بأي شيء فأخبروني. وإن كنتم لا تعتقدون ذلك فإني أسألكم أن تعفوني من القسم الذي التزمت به تجاهكم) وأجابه الجميع بصوت واحد، (إننا جميعا نشهد أمام الله أنكم فعلتم كل ما في وسعكم لإعلاء كلمته، وسيجزيكم الله بعدله يوم القيامة) وقاد الأمير الحديث من جديد: (وإذا كان هذا هو رأيكم، فأمامنا ثلاثة احتمالات: إما العودة إلى الدائرة حيث نكون مستعدين لمواجهة أية عقبة، وإما محاولة إيجاد طريق إلى الصحراء. وفي هذه الحالة لا يستطيع النساء والأطفال والجرحى أن يتبعونا، وسيسقطون لا محالة في أيدي العدو، وإما الاستسلام) فأجابوه: (ليهلك النساء والأطفال، أهلنا وأهلك، ما دمت أنت سالما وقادرا على متابعة الجهاد في سبيل الله. إنك قائدنا وأميرنا، فحارب واستسلم كما تشاء، إننا سائرون وراءك إلى حيث تقودنا) ودار نقاش في معالجة هذا الوضع اليائس، وانتهى عندما أخرج الأمير قطعة من الورق، ووضع عليها خاتمه، لقد كان المطر الغزير يعيقه عن الكتابة، فترك للفارسين المكلفين بنقل الرسالة إلى القائد الإفرنسي كتابة الشروط.

استقبل الجنرال (لامورسيير) في ليل ٢١ كانون الأول - ديسمبر - فارسين أبلغاه رغبة الأمير في الاستسلام. فوافق على الفور غير أنه لم يكن قادرا بدوره على الكتابة للسبب ذاته، فالأمطار الغزيرة أعاقته عن الإجابة خطيا فأعطى سيفه، وخاتم الضابط (بازين) (١) إلى المبعوثين


(١) بازين: (ACHILLE BAZAINE) مارشال فرنسي - من مواليد فرساي (١٨١١ - ٨٨٨ ١م) خدم في الجزائر، واشتهر في حرب (القرم). وأصبح قائدا أعلى للقوات الإفرنسية في =

<<  <  ج: ص:  >  >>