وعلي أن ألتزم بهذا القسم التزاما دينيا بأن لا أعود أبدا إلى الجزائر. فعندما أمرني الله بالنهوض، نهضت، وقد استعملت البارود إلى أقصى حد مكنتني منه وسائلي وطاقتي. ولكن عندما أمرني بالتوقف توقفت، وعند ذلك فقط تخليت عن السلطة واستسلمت.
إن ديني وشرفي يأمرانني بالاحتفاظ بقسمي، ويستنكران الحنث. إنني شريف، وليس هناك من سيتهمني بالخيانة. وكيف يمكن أن يقع ذلك مني بعد أن نلت أفضالا عظيمة على يديك. إن الإحسان سلسلة ذهبية تطوق عنق الإنسان النبيل. إنني أغامر بأن آمل أن ستتفضل بالتفكير في حتى عندما أكون بعيدا عنك، وإنك ستضعني في قائمة أصدقائك المقربين، لأنني وإن كنت قد لا أساويهم خدمة لك، فإنني على الأقل أساويهم في حبهم لك، ضاعف الله من حب أولئك الذين يحبونك، وصعق قلوب أعدائك).
ورد لويس نابليون على ذلك بقوله:
(يا عبد القادر، إنني لم أفقد فيك ثقتي أبدا، وليس لي حاجة إلى هذه الورقة المكتوبة التي تفضلت بتقديمها إلي بكل نبل، إنني لم أطلب منك أبدا، كما تعلم، وعدا أو قسما. ومع ذلك فقد اخترت أن تكب، وأن تقدم بين يدي هذه الوثيقة. إنني أقبلها. إن هذا الإقرار العاطفي منك وشعورك نحوي قد برهن لي على أنني كنت على حق عندما وضعت فيك ثقتي غير المحدودة).
أمضى الأمير عبد القادر بعد ذلك أياما في زيارة معالم باريس (فرساي، كنيسة المادلين، الانفاليد) كما زار المستشفيات، وزاره الوزراء ورجال الدين المسيحي، وكبار القادة، والضباط الذين كانوا