رسالة إلى الأمير يقترح فيها على الأمير البقاء في فرنسا واعتبارها وطنا له. غير أن الأمير عاد فرفض هذا العرض مفضلا السجن على (الاستمتاع بمباهح فرنسا وطبيعتها الجميلة - وفقا لما اقترحه بيجو)، وظهر أن إقامة الأمير في سجن (أمبواز) ستكون طويلة، وأسلم الأمير أمره لربه، ومضى في عبادته وفق نظام دقيق اختطه لنفسه، وأثناء هذه الفترة أنجز مؤلفيه (وحدانية الله) و (ذكرى العاقل وتنبيه الغافل). ومضت الأيام متثاقلة. حتى إذا ما أقبل يوم ١٦ تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٠٢م وصلت إلى الأمير رسالة من نابوليون شعر منها الأمير بقرب الإفراج عنه. وتوجه الأمير إلى (باريس) في ٢٨ تشرين الثاني - أكتوبر
حيث أجريت له اسقبالات شعبية ورسمية. وقام بزيارة عدد من الأماكن التاريخية والأثرية (الأوبرا، وكنيسة سانت كلود) وهناك قدمت إلى الأمير ورقة مكتوبة - يلتزم فيها الأمير بوعد خطي ألا يعود لحمل السلاح. وجاء فيها (الحمد لله وحده، أدام الله حفظه ورعيته على مولانا لويس نابليون، وهداه وأرشده في أحكامه وحكمه. إن الذي يقدم إليك نفسه هو عبد القادر بن محيي الدين، لقد جئت لسموك لأشكرك على أفضالك ولأمتع نفسي بالنظر في طلعتك. إنك في الحقيقة أعز علي من أي صديق آخر، لأنك غمرتني بفضل يتجاوز قوة الشكر لك عندي. ولكنه جدير بنبل شخصك وعظمة مكانتك. فرفع الله قدرك. إنك لست من أولئك الذين يقيمون اعتراضات بلا طائل، أو يخيبهم الرياء والنفاق. لقد وضعت ثقتك في، ولم تصغ إلى الذين لا يثقون بي. لقد منحتني الحرية، وأنجزت تعهدات كان الآخرون قد التزموا بها دون أن ينجزوها. بل إنك فعلت ذلك دون أن تأخذ مني أي وعد. إنني إذن جئت لأقسم لك بالله العظيم، وبكل الأنبياء والرسل، أن لا أفعل شيئا يتنافى مع الثقة التي وضعتها في،