ذابحي أصحابها. وفي ليل ذلك اليوم أصدرت الشرطة - البوليس - أمرها إلى أهل المدينة بإضاءة الأنوار في حوانيتهم علامة على الابتهاج).
وجاء في تقرير أحد اللجان الرسمية الإفرنسية:
(لقد ذبحنا أناسا كانوا يحملون إجازات بالتنقل، كما قضينا على مناطق بأكملها اتضح فيما بعد أن ضحايانا فيها أبرياء. رجال عرفوا بالقداسة بين عشيرتهم، وآخرون لا تنقصهم صفة الاحترام بين ذوي قرابتهم لمجرد أنهم مثلوا أمامنا سائلين الرحمة بزملائهم. وقد وجدنا قضاة ليحكموا عليهم ورجالا متمرنين لشنقهم).
وكتب الماريشال سانت أرنو - إلى أهله:
(إن بلاد بني منصر بديعة، وهي من أجمل ما رأيت في أفريقيا، فقراها متقاربة وأهلها متحابون. لقد أحرقنا فيها كل شيء ودمرنا كل شيء ... إني أفكر فيكم جميعا، وأكتب إليكم ويحيط بي أفق من النيران والدخان. لقد ذهبت إلى أفراد قبيلة (البراز)
فأحرقتهم جميعا، ونشرت حولهم الخراب، وأنا الآن عند (السنجاد) أعيد فيهم الشيء نفسه ولكن على نطاق أوسع).
وكتب موتيناك في كتاب له أسماه - رسائل جندي - ما يلي:
(لقد كانت مذبحة شنيعة حقا، كانت المساكن والخيام في الميادين والشوارع والأفنية التي انتشرت عليها الجثث في كل مكان. وقد أحصيناهم في جو هادىء بعد الاستيلاء على المدينة، فكان عدد القتلى من النساء والأطفال ألفين وثلاثمائة. أما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر، لسبب بسيط، وهو أننا لم نكن نترك جرحاهم على قيد الحياة).