تجارية إنكليزية جديدة في مدن البلاد الكبرى، وخاصة في دمشق وحلب وبغداد على أمل أن يتسع نفوذها ليشمل البلدان المجاورة).
خلال هذه الفترة، كانت هناك قناعة ثابتة تتشكل في البلاط البريطاني، وتتلخص هذه القناعة بأن التحالف مع السلطان هو وحده السبيل القادر على إنقاذ العثمانيين من وصاية روسيا. وقد أعطى بالمرستون تعليماته بهذا الشأن لسفيره لدى الباب العالي - وأضاف بالمرستون إلى تعليماته أن هذا التحالف على كل حال يثبت السلطة العثمانية، ويكبح المطامع المصرية. وإلى هذا كان يميل سفير فرنسا في القسطنطينية، والذي كان يعتقد بأنه يجب مساندة السلطان ضد مرؤوسه، لأن تشجيع هذا الأخير - يدفع من جديد بالباب العالي إلى أحضان روسيا، ويسبب ذلك حربا لا مفر منها.
لم تكن قصة (الحاجة إلى السلام) بالقصة الجديدة، فقد كان الباب العالي يستعد لشن الحرب ضد قوات إبراهيم باشا في سوريا. فقام سفراء الدول الغربية بإقناع السلطان بعدم شن الحرب (لأن المحافظة على السلام في الشرق أمر ضروري جدا لمصلحة أوروبا كلها)، وفي الوقت ذاته أعلن قادة البحر الإفرنسيين والإنكليز - الأميرالات - بأنهم تلقوا تعليمات من حكوماتهم (أن يتدخلوا بين الأسطولين العثماني - المصري إذا ما تطلب الأمر لمنع أي اشتباك بينهما (١).
ووجد محمد علي في ذلك تراجعا عن التزامات أوروبا - وخاصة فرنسا - تجاهه، فقرر الإمساك بالمبادأة، وقام يوم ٣ أيلول سبتمبر -