باحتلال مدينة عدن الصغيرة ومرفأها في شبه الجزيرة العربية احتلالا عسكريا، حيث أنزلت فيه ٣٠ عسكريا وكلهم مسلحون، بقيادة ملازم إنكليزي يساعده ضابط هندي).
لم تقف إنكلترا عند حدود العدوان السافر لغرض سيطرتها على عدن، ومن ثم على منطقة الخليج، بل إنها مضت لتحريض الدروز على الثورة، وحذت حذوها بقية الدول العظمى، فأخذت روسيا في تسليح الأرثوذكس، في حين اعتمدت فرنسا على الموارنة والكاثوليك، ونشط القناصل الأجانب نشاطا مثيرا، ودفع ذلك إبراهيم باشا إلى اتخاذ إجراءات بالغة العنف تجاه القناصل الأجانب في سوريا، وخاصة قناصل بيروت وحلب ودمشق. وقد صرح إبراهيم باشا للقنصل النمساوي في الإسكندرية بما يلي:(هؤلاء القوم مصدر عذاب لي، إذ يعرقلون في كل لحظة سير شؤون حكومتي. وليس السلطان والباب العالي بشيء إذا ما قورنا بحضرات القناصل. فمع السلطان والباب العالي نستطيع تدبير أمورنا، ونلزم جانب الحذر، أما القناصل فهم مصدر عذابي، ولا أستطيع عمل أي شيء حيالهم، إنهم كارثة على البلاد).
وأوضح القصنل الروسي الموقف بقوله:(يتمادى القناصل في سوريا بأكثر مما يفعلونه في سائر المشرق. ولقد استطاعوا أن يخرجوا أكثر من نصف سكان المدن عن طاعة السلطة المحلية بحمايتهم تحت اسم (ترجمان - وقواص - وخازن - وخادم الخ ...). ويكفي للبرهان على دور القناصل في التحريض على الثورة، والإمداد بالأسلحة، إن إبراهيم باشا جمع (٢١) ألف بارودة، عقب نجاحه في قمع ثورة الدروز. وأن القنصل الروسي كتب إلى وزيره في بيترسبورغ بعد