ذلك بسنة - أي في سنة ١٨٣٦ - (بأنه نزع من أهالي سوريا ١٢٨ ألف بارودة ما عدا المسدسات والسلاح الأبيض منذ القضاء على الثورة في السنة الماضية).
وخلال تلك الفترة، عكفت مراكز البحوث في الدول الكبرى على إجراء دراسات مستفيضة عن وضع الأقليات لاستخدامها في الترويج للقضية القومية - المناهضة بالضرورة للإسلام - ومن ذلك (مجلة ألمانية)(١)(اعتبرت من أفضل المجلات الدينية في تلك الآونة وخصت الموارنة والدروز والإسماعيليين والعلويين بدراسات وافية تناولت وضعهم الديني والسياسي والاجتماعي في أدق تفاصيله، فانعكست الأحداث المعاصرة على لوحة خلفية تضم مختلف هذه الجماعات).
قد يكون من غير المهم بعد ذلك الدخول في تفاصيل مسيرة الأحداث. فقد وقعت معركة نصيبين يوم ٢٤ حزيران - يونيو - ١٨٣٩ وانتصر فيها إبراهيم باشا على العثمانيين انتصارا حاسما خلال ساعتين فقط. وتدخلت الدول الأوروبية المتحالفة بعد ذلك، فأرغمت محمد علي باشا على الانسحاب من سوريا، وجرت مفاوضات انتهت بتوقيع معاهدة ١٥ تموز - يوليو - ١٨٤١، وعادت مصر محمد علي إلى حجمها الطبيعي. وعاد محمد علي تابعا للسلطان، ولكن بعد أن حققت الدول العظمى، وخاصة بريطانيا وفرنسا والنمسا كل أهدافها في العالم الإسلامي.
(١) ARCHIV FUR ALTE AND NEUE KIRCHENGES 'CHICHTE عن أوروبا ومصير الشرق العربي - حجار - ص ١٢٣.