للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الإسبان الذين قضوا على آخر معقل من معاقل المسلمين في الأندلس، سولت لهم أنفسهم أنهم باستيلائهم على المغرب الإسلامي سيتمكنون من إعادته إلى النصرانية كسابق عهده على ما يزعمون.

في تلك الفترة، أنجز الأتراك العثمانيون أعظم انتصاراتهم على مسرح أوروبا ووصلت قواتهم إلى مصر. وكان من الصعب عليهم وهم يرفعون راية الإسلام، ويجاهدون لإعلائها، تجاهل تلك الأنات والزفرات التي أطلقها شهداء العدوان بالأندلس وفي المغرب الإسلامي. ومن هنا فقد جاء الدعم الإسلامي من قبل الأتراك العثمانيين بهدف دعم أبناء الغرب الإسلامي للتصدي لهذه الموجة الصليبية الجديدة. وكان الفضل في ذلك يعود للأخوين عروج وخير الدين. وقد لا يكون هناك ثمة مبالغة إذا قيل بأن المسلمين خاضوا ضد الصليبيين حربا لا هوادة فيها اشتملت هذه الحرب على معركتين حاسمتين:

المعركة الأولى: كانت في المشرق العربي - الإسلامي - من مصر إلى العراق بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

المعركة الثانية: وكانت في المغرب العربي - الإسلامي - من تونس إلى أقصى المغرب بقيادة الأخوين عروج وخير الدين (أصحاب اللحى الشقراء) (١).


(١) المرجع الرئيسي هنا هو: تاريخ الجزائر - الأستاذ مجاهد مسعود - الجزء الأول ص ٧٠ - ٧٧ - فصل (دور الأساطيل الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط).

<<  <  ج: ص:  >  >>