للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم. واتضح بعد ذلك أن من مصلحة فرنسا ربط يهود الجزائر بها وتحويلهم إلى فرنسيين. واقترح المجلس العام لمدينة قسنطينة عام ١٨٥٨ تجنيسهم بصورة جماعية، ووجه يهود الجزائر عام ١٨٦٤ مذكرة إلى مجلس السيناتوس كونسولت بفرنسا في الموضوع ذاته حتى يحصلوا على حق الإنتخاب والعضوية في المجالس العامة. ولم يطل الأمر كثيرا، ففي ١٤ تموز - يوليو - ١٨٦٥ صدر قرار من المجلس نص على منح الجنسية الإفرنسية لليهود والمسلمين معا بصورة شخصية مع إحتفاظهم بأحوالهم الشخصية (حيث نصت المادة الثانية من قرار التجنيس على أن الأهالي اليهود يصبحون فرنسيين مع احتفاظهم بالشخصية الموسوية. ولهم الحق في العمل بالجيش والوظائف العامة بالجزائر). واكتسب اليهود بعض الحقوق المدنية. وأخذت المجالس العامة بالجزائر، تطالب كل سنة إبتداء من هذا التاريخ بتحقيق الجنسية الجماعية لهم. وقد حمل المحامي (كريميو) (١) على عاتقه


(١) كريميو - أدولف: (CREMEUX ADOLPHE ISAAC MOISE) محام
يهودي وسياسي إفرنسي، من مواليد نيم (NIMES) (١٧٩٦ - ١٨٨٠) أصبح نائبا في سنة ١٨٤٢ و١٨٤٦، عمل مستشارا (يساريا) للملك لويس فيليب. وتآمر ضده في انقلاب سنة ١٨٤٨، كما أسهم في انتخاب لويس بونابرت (وثلاثتهم من المحفل الماسوني الإفرنسي). وانتخب نائبا عن اليسار المتطرف في باريس سنة ١٨٦٩، وبذل نشاطا كبيرا من أجل إعلان الحرب على بروسيا. وعندما اجتاحت القوات البروسية فرنسا وطوقت باريس شكل كريميو مع رفاقه حكومة (تور). ولم يلبث أن أصبح في ٢٠ تشرين الأول - أكتوبر - منتخبا عن الجزائر. وفي ٢٤ تشرين الأول - ١٨٧٠ - أعلن قانونه المشهور بمنح الجنسية لليهود. وأصبح عضوا في مجلس الشيوح - السيناتور - مدى الحياة في سنة ١٨٧٥. ومن أعماله أنه فرض على الجزائر بعد قمع ثورة سنة ١٨٧١ قانونا بتجريد الجزائريين من ممتلكاتهم التي بلغت مساحتها (٤٤٦،٤٠٦) هكتارا منها (٣٠١،٦١٥) هكتارا من الأراضي الزراعية، بالإصافة إلى غرامات بلغت (٦٤،٧٣٩،٧٥) فرنك إفرنسي، أوما =

<<  <  ج: ص:  >  >>