للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحقيق هذا الهدف منذ عهد ملكية لويس فيليب، ووثق صلاته بيهود الجزائر خلال عهد الإمبراطورية. وقام بحوالي سبع عشرة رحلة إلى الجزائر للاتصال بزعمائهم والاتفاق معهم على الإطار الذي يتم فيه مشروع التجنيس. واستمر في بذل الجهد وتذليل الصعوبات، حتى إذا ما أتيحت له الفرصة في حكومة تور وبعد سقوط نابليون الثالث، استغل الظروف الصعبة التي تمر بها فرنسا آنذاك لتحقيق ما دعاه (أكبر حلم في حياته) فأصدر قانون ٢٤ تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٧٠ الذي يقضي: ((بتجنيس اليهود في الجزائر بصورة جماعية وإجبارية) ونزع اليهود عنهم ثيابهم القديمة - العربية - ولبسوا لباس الأوروبيين، بعد أن تطبعوا بأخلاقهم وعاداتهم.

اختلفت ردود الفعل تجاه (قانون كريميو) حتى بين يهود الجزائر. ومن المقولات التي طرحت في هذا المجال: (لقد رأينا كثيرا من اليهود متألمين من ذلك الأمر، لأنه أوقعهم فيما ليسوا أهلا له من حمل السلاح والتوجه إلى الحرب وغير ذلك، مع أنهم لا يقدرون على شيء منه. وقد شوهد من حالهم الأمر الغريب عندما زجوا في معركة (المليلة) وصاروا عبرة لكل من رآهم) ورفع كبار الدين في ولاية - إيالة - وهران - عريضة للسلطات الإفرنسية جاء فيها:

(تتصل قضية التغيير في الشريعة الإسلامية وعوائد المسلمين بمرسوم التجنيس. الذي ينص - من بين ما ينص عليه - على استحداث محاكم الجنايات بالجزائر، وإسناد وظيفة القضاء للمحلفين


= يعادل ٧٠ بالمائة من رأس المال المتوافر في الجزائر).
LE DEFI ISRAELIEN (LUCIEN CARVO DEMARS) LIBAN ١٩٧١ P.P.٤٤ - ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>