الأوروبيين واليهود، والاستغناء بالتدريج عن المحاكم الإسلامية ... لقد علمنا بطلب تغيير أحكام شرعنا، فلم نقبل هذا الطلب، وعارضناه بالكلام والكتابة. ورفعنا شكايتنا إليكم نطالب بالإبقاء على شريعتنا وعلى أصلها، وأن لا يقع فيها تبديل ولا تغيير، وفاء بالعهد الصادر من الدولة يوم استيلائها على الإقليم الجزائري في ٥ تموز - يوليو - ١٨٣٠. وكذلك العهد الواقع بين كبراء مخزن وهران وبين الدولة يوم ٦ حزيران - يونيو - ١٨٣٥ .. ونحن معشر المسلمين لا عمدة عندنا سوى ديننا وهو رأس مالنا، ولا يخفى أن الشرع عندنا هو الدين، والدين هو الشرع، فلا فرق بينهما كما يتوهمه بعض الناس، وإذا وقع أقل القليل من التغيير في شرعنا فقد تغير ديننا لأنهما شيء واحد ...) (١).
أما (ابن علي الشريف باشآغا شلاطة) المشهور بعمالته لفرنسا، فقد صرح أمام قائد فرنسي بما يلي:(كم نحن مجروحون من تجنيس اليهود بالجملة، دون تفريق أو تمييز بين الرجال الفاهمين وبين اليهود الذين تعرفهم مثلي، وتعرف أننا رافقناكم في كل المعارك، وبدلا من أن تشجعونا، أبقيتمونا مرؤوسين محتقرين. إن الصحافة تتهمنا باطلا وتشتمنا وتهددنا في أملاكنا وشرفنا. ولقد حملنا السلاح لندافع عن أنفسنا). ونقلت (صحيفة الشمال) عن أحد الزعماء الجزائريين قوله: (إن الجزائريين كلهم على كلمة واحدة، في إنه ليس اليهود هم
(١) تاريخ الرسالة ١ كانون الثاني - يناير - ١٨٧٢ وهي تحمل تواقيع: أحمد ولد القاضي باشآغا فرندة بمنطقة معسكر؛ ومحمد عبد الله بن والي خليفة ميرا والشلف بمنطقة مستغانم. وحامد بن حامد آغا أولاد رباح بتلمسان. وعبد القادر ولد الدين آغابني عامر ببلعباس. وبذلك فهم يمثلون كل سكان ولاية - إيالة - وهران. (عن ثورة ١٨٧١ - الدكتور يحيى أبو عزيز - ص ١٤٥ - ١٤٦) فصل الموقف من تجنيس اليهود.