للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين أصبحوا فرنسيين، ولكن فرنسا هي التي أصبحت يهودية). (١) وحاول (كريميو) الدفاع عن مشروعه بقوله: (كيف تمنح جمهورية ١٨٤٨ الحرية والقوانين للسود، ولا تعطي جهورية ١٨٧٠ التجنيس لليهود الذين يرتدون الثياب الإفرسية منذ سنوات، قبل أن يرتدوا البذلة الشرقية) غير أن (كريميو) اعترف أن قرار ٢٤ تشرين الأول - أكتوبر - هو الذي جعل اليهود قضاة، وهو الذي دفع المسلمين إلى الثورة. وقال: (نعم هذا هو الواقع). وعلى غرار (كريميو) دافع المجلس الملي المركزي الإسرائيلي في فرنسا، على القرار باعتباره (ضرورة اجتماعية) ونفى أن يكون سببا في ثورة الجزائريين. وادعى أن الأسباب المادية لثورتهم تكمن في أنهم كانوا على استعداد في كل وقت للثورة ضد المسيحيين.

واعتبر أحد القادة العسكريين المعاصرين للحادث: (بأن قرار التجنيس الكئيب النتائج هو الذي أشعل النار في كل مكان ويجب إعدامه. وروي عن بعض الأهالي قولهم: (بأن اليهود الذين لا يدفعون الضرائب. ولا يشمون رائحة البارود، أصبحوا مساوين للإفرنسيين. ونحن الذين قدمنا عشرين ألفا من أبنائنا للحرب، وأعطينا شرفنا، نعامل هكذا كالمغلوبين).

أما الحاكم العام للجزائر سنة ١٨٧١ (الأميرال الكونت دو غيدان) فقد رفع تقريرا إلى وزير الداخلية الإفرنسية في ٢٩ نيسان - إبريل - ١٨٧١ جاء فيه: (لقد جرح العرب في أعماق قلوبهم وفي وطنيتهم النظيفة بسبب تجنيس اليهود الجماعي الذي سمح لليهود باحتلال مناصب عالية إدارية وقضائية).


(١) LE NORD DU ٩ ET LE ١٠ MAI ١٨٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>