حيث استطاع (راندون) إخمادها والقضاء على الثورة بعد جهود كبيرة، واضطر الحاج عمر إلى الانتقال بقواته في اتجاه شرق البلاد.
٢ - تحرك الحاكم العام (رادون) من جديد في سنة ١٨٥٧، لإخضاع المناطق الثائرة بقوة تزيد على عشرة آلاف مقاتل (١) وخاض السكان العزل والثوار ضده عددا من المعارك غير المتكافئة، منها معركة (ايشريضن - أو - ايشريدون كما يكتبها الإفرنسيون) وهي المعركة الكبيرة التي وقعت يوم ٢٤ حزيران - يونيو - جنوب شرق قرية الأربعاء - نايث إيراثن - وأبد فيها الثوار بطولة رائعة وشجاعة لا توصف. ولم تتوقف المعارك إلا بعد اعتقال الحاج عمر يوم ٧ تموز - يوليو - مما أضعف موقف زعيمة قبيلة بني (لالافاطمة) التي قادت الثورة بكفاءة نادرة حتى وقعت في قبضة القوات الإفرنسية يوم ١١ تموز - يوليو وانهارت معها مقاومة قبيلة (إيسومار).
٣ - كان (سي الصادق، بن الحاج) من أولاد سيدي منصور في جبل (أحمر خدون) بالأوراس، قد شارك في مقاومة الغزو الإفرنسي في (واحة الزعاطشة) منذ العام ١٨٤٩، وعندما تمكنت القوات الإفرنسية من القضاء على الثورة في هذه المنطقة، اعتصم بالمناطق الجبلية. حتى إذا ما قام الإفرنسيون بغزو جبال جرجرة سنة ١٨٥٧، دعا الناس لحمل السلاح واستئناف الثورة عام ١٨٥٨ وبقي مستمرا في رفع راية الجهاد ضد الأعداء الإفرنسيين حتى وقع أسيرا في معركة
(١) كذا في ثورة ١٨٧١ - الدكتور يحيى أبو عزيز - ص ١٧. أما في كتاب تاريخ الشعوب الإسلامية - كارل بروكلمان. فذكر إن القوة الإفرنسية تزيد عن (٣٠) ألف مقاتل.