٢٠ كانون الثاني - يناير - ١٨٥٩، ووقع معه في الأسر عدد كبير من أخواته المجاهدين.
٤ - كان (محمد بن بوخنتاش) من أولاد سيدي رحاب البراكتية في (الحضنة) وقد أظهر غضبه منذ البداية على الغزاة الإفرنسيين الذين انتهكوا حرمة بلاده وقدسيتها. ونجح في دفع سكان الحضنة إلى الثورة سنة ١٨٦٠، فانضم إليه (سي العربي باش عدل أولاد سحنون ببريكة، وسي أحمد باي من أولاد منصور)، وامتدت ثورته من المسيلة والحضنة حتى الجهات الشمالية، وسطيف. ولم تتمكن القوات الإفرنسية من إخماد نار هذه الثورة في سنة ١٨٦٠ إلا بعد جهود كبيرة ومكثفة.
هـ - بقيت عائلة أولاد بن عاشور محتفظة بمكانتها القيادية في فرجيوة، ومثلها كانت عائلة أولاد عز الدين في الزواغة بالبابور. وعلى الرغم من خضوع العائلتين ظاهريا للحكم الاستعماري الإفرنسي، إلا أن نار الثورة بقيت متأججة في نفوس الأبناء. حتى إذا ما أقبلت سنة ١٨٦٤، أثمرت جهود (الإخوان الرحمانيين) في إيقاد نار الثورة بالجنوب الوهراني. وقام أولاد سيدي الشيخ بقيادة الجهاد ضد الإفرنسيين في فرجيوة والزواغة. وقامت السلطات الإفرنسية بقمع هذه الثورة بوحشية، وحولت هذه المناطق إلى مستعمرات عسكرية خاضعة مباشرة لحكم فيالق الغزو والحكام العسكريين (حكم السيف).
ظنت الإدارة الإفرنسية أنها باتت متمكنة من حكم البلاد بعد قضائها على هذه الثورات، وبعد أن أوغلت قواتها في عمق الصحراء. غير أنه تبين أن لهيب الثورة لا زال متقدا في أعماق ضمائر