أبناء الجزائر. وقد عبر هذا اللهيب عن وجوده بمجموعة من الظواهر في بداية سنة ١٨٧٠، فعندما حل موعد الدراسة في تشرين الأول - أكتوبر - لوحظ مقاطعة الأطفال الجزائريين للمدارس الإفرنسية. خاصة في (برج بوعريريج) حيث رفض خمسة عشر طفلا العودة إلى مدارسهم، رغم أنهم كانوا يتقاضون منحة دراسية. وانتشرت كذلك ظاهرة الاتجار في البارود الذي كان يتسرب إلى البلاد عن طريق مالطا وتونس شرقا، وجبل طارق وطنجة غربا. وكثر تنقل رجال الدين بين المناطق المختلفة للوعظ والإرشاد في الظاهر، ولحض الناس على الجماد في الواقع. وأخذ الناس يهربون حبوبهم وحيوانانتهم وحاجياتهم الثمينة. الهامة - إلى مناطق الجبال النائية والبعيدة عن الأخطار. ويشترون الأسلحة والخيول. وتم قطع عدد من الأسلاك الهاتفية التي تربط بين المناطق المختلفة، مما جعل الأوروبيين يتخوفون من الوضع، فأخلوا حواضر العمل في عدة أماكن.
بقي الوضع مضطربا طوال هذه الفترة في شرق البلاد، حيث كان أولاد سيدي الشيخ الشراقة في منطقة وهران، ما يزالون يحملون السلاح ويخوضون المعارك الكبيرة ضد قوات الجيش الإفرنسي ومنها معركة (ماقورة) في ١٧ نيسان - إبريل - ١٨٧٠ بمنطقة الحدود المغربية. ورافق ذلك مجموعة من الأعمال الثورية في جهات مختلفة.
٦ - حركة (ابن خدومة). كان (بو بكر بن قدور بن خدومة) من بلدة زمورة الواقعة قرب (غيليزان) قد اشترك في تمرد محلي بالمدية، مع رجل آخر ادعى أنه (صاحب الساعة) وذلك في سنة ١٨٥٩، ثم اختفى عن الأنظار، ليظهر من جديد في شهر نيسان - إبريل - ١٨٧٠