للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمنطقة (ذراع الميزان) باسم الحاج محمد بن عبد السلام. وادعى أمام الناس أنه قدم من (فاس) وسبق له أن تعلم في تونس - على الطريقة الشاذلية - ولهذا استضافه الشيخ أحمد - أويحيى الشاذلي في (تازروت) قرب بجاية. وانتشر نفوذ (ابن خدومة) في جرجرة بفضل دعم الشيخ أحمد أويحيى، فأسس زاوية في (ايت عوانه) وتكاثر فيها أتباعه. وشكت السلطات الإفرنسية في سلوكه، فنفته إلى المغرب الأقصى، وهدمت زاويته، رغم تأكيد رئيس المكتب العربي بتيزي أوزرو بأنه لم يكن يقوم بأي نشاط سياسي. ولكنه عاد متخفيا في نهاية شهر أيلول - سبتمبر - إلى الشيخ أحمد أويحيى، ودعا أتباعه إلى الثورة، واعتصم في غابة (بني غبري) بعض الوقت. ثم انتقل إلى منطقة المدية. وأخذ يستميل بعض جنود الصبايحية في البرواقية ومجبر، وبعض أهالي أولاد ديد وسور الغزلان. ولما عجزت السلطة الإفرنسية عن إخضاعه، لجأت إلى الحيلة، واستعانت ببعض أنصارها للتغرير به (قائد قواد أولاد عبيد والحاج الجيلالي بن الحاج). ووقع ابن خدومة في الكمين المنصوب له في أوائل شباط - فبراير - ١٨٧١. ونفاه الإفرنسيون مع عدد من أتباعه إلى جزيرة (سان مارقوريت).

كان من أبرز نتائج حركة ابن خدومة أنها أيقظت، أو بعثت، جذوة الجهاد في النفوس المؤمنة، فتكاثر الحجاج إلى (زاوية صدوق) و (استيقظت الحمية الدينية) بشكل واسع حتى في أوساط النساء وأصبح سكان إقليم القبائل يعلنون عن (وصول صاحب الساعة) وحلول وقت الخلاص من السيطرة الإفرنسية. وأصبح من المتوقع اندلاع نار الثورة بين لحظة وأخرى. واستخلص مؤرخ فرنسي العبرة من (حركة ابن خدومة) ولخصها بما يلي: (لم يكن هناك أي

<<  <  ج: ص:  >  >>