حجة لابن خدومة وغيره في حمل السلاح، والحجة الوحيدة هي أن الجزائري لا يقبل أبدا السيطرة الإفرنسية، فمنذ اليوم الأول للاحتلال وهو على استعداد دائم للثورة. وهو لا يفرط في استثمار الفرص لتحقيق ذلك، سواء في شهر أو في عام أو حتى عشرة أعوام حتى يرمي الإفرنسيين في البحر. ونقل عن الجنرال - دوماس - قوله: خذ عربيا وإفرنسيا وضعهما في قدر واحدة لمدة أربع وعشرين ساعة، لتصنع منهما مرقا. فإنك ستجد في النهاية مرق المسيحي والمسلم منفصلين عن بعضهما، ولن يختلطا أبدأ) (١).
٧ - حركة الصبايحية في الزمالات: كان الحاكم العام للجزائر (راندون) قد نظم فرق (الصبايحية) وطورها في عهد نابليون الثالث
وهي عبارة عن قوات من المتطوعين الجزائريين الذين أطلق عليهم اسم:(الحركة، والأورطة، والصبايحية). وواجبهم هو حراسة المناطق التي يقيمون فيها، ومراقبة السكان سياسيا تحت إشراف الضباط الإفرنسيين، وقد أطلق على الثكنات التي يتمركزون بها اسم (الزمالات) وكان معظم المتطوعين من المتزوجين الذين يتقاضون رواتب شهرية، ويعملون في أراضيهم الخاصة، أو التي تضعها السلطات الإفرنسية تحت تصرفهم. ولم يكن من العادة تجنيدهم للحرب خارج الجزائر، غير أن السلطات الإفرنسية أرادت تجنيد البعض منهم للحرب في فرنسا - في أوائل العام ١٨٧١ - فأصدر وزير الحربية الإفرنسية قرارا بتاريخ ١٨ كانون الثاني - يناير - لنقل عدد منهم إلى أوروبا. وكان ذلك سببا مباشرا لثورة الزمالات في مجبر
(١) SOUVENIR DE L'ARMEE D'AFRIQUE (WATBLED ERNEST) PARIS CHALLAMEL AINE ١٨٧٧. P.P. ١٩٧ - ٢٠١