للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطارف وبو مجار وعين قطار بشرق البلاد ووسطها. غير أن ثورة الصبايحية كانت قد بدأت في الحقيقة قبل هذا التاريخ. ففي زمالة (مجبر) على بعد ثلاثة عشر كليومترا شمال - شرق (بوغار) بدأت الحوادث فيها أواخر أيلول - سبتمبر - ١٨٧٠ عندما فر بعض الصبايحية من ثكنتهم إلى مستغانم. غير أن السلطات الإفرنسية اعتقلتهم وأعادتهم إلى بوغار، وحاكمتهم بتهمة السرقة، وفر البعض منهم من السجن واختفوا.

وهرب بعد ذلك خمسة وسبعون جنديا من جنود الزواف في الأيام الأولى لشهر تشرين الثاني - نوفمبر - ومعهم أسلحتهم وأمتعتهم. وغادروا معسكر (بوغار) إلى المدية وقصر البخاري فلاحقهم رجال الدرك والصبايحية وأوقفوهم وأحالوهم على محكمة عسكرية حكمت عليهم بأحكام مختلفة تتراوح بين ستين حتى عشر سنوات سجنا مع الأشغال الشاقة.

وصل قرار وزير الحربية الإفرنسي القاضي بتجنيد الجزائريين، إلى الجزائر، يوم ٢٠ كانون الثاني - يناير - ١٨٧١. وكان الصبايحية الذين شملهم القرار في (مجبر - ببوغار) فتم اقتيادهم إلى الجزائر العاصمة يوم ٢٣ من الشهر ذاته، من أجل نقلهم إلى فرنسا. ولكن أبناءهم ونساءهم وأهاليهم اعترضوهم في الطريق خارج البليدة ليحولوا دون ترحيلهم. فحصل اضطراب وهيجان، رافقه إطلاق نار قتل فيه أحد المواطنين، فعاد الصبايحية على الفور إلى زمالتهم. وحضرت مجموعة من فرسان (بوغار) اقتادتهم بالقوة إلى الجزائر العاصمة. غير أن الإدارة الإفرنسية بالجزائر أعلنت أن السفر إلى فرنسا حر للمتطوعين فقط، ولا يجبر أحد على ذلك (١). في هذا الوقت


(١) ثورة ١٨٧١ - الدكتور يحيى أبو عزيز. ص ١٨٤ - ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>