ذاته، كان الصبايحية في شرقي البلاد يعلنون ثورتهم بالطريقة ذاتها أيضا ولكن على نطاق أوسع وبشكل أخطر، سواء كان ذلك (بالطارف) على بعد (٢٢) كيلومترا جنوب - غرب القالة، أو في (بوحجار) على بعد (٤٣) كيلومترا شمال - شرق سوق أهراس، أو في (عين قطار) على بعد (٢٢) كيلومترا جنوب - شرق سوق أهراس أيضا.
وبدأت الثورة في (عين قطار) عندما رفض الصبايحية تنفيذ أوامر السفر إلى فرنسا. وهرب مائة وخمسة وثلاثون منهم بأسلحتهم وأمتعتهم إلى مزرعة (عمي موسى) على بعد أربعة كيلومترات من زمالتهم وذلك يومي ٢٢ و٢٣، كانون الثاني - يناير - وتبعهم في اليوم التالي مائة واثنان آخرون. وتوالى بعد ذلك تجمعهم حتى أصبحوا حوالي ألفي رجل، وتجمع حولهم أهاليهم والغاضبون على السلطة الإفرنسية وانضم إليهم عدد من أهالي (الحنانشة) بزعامة الصالح بن رزقي والفضيل بن رزقي. كما انضم إليهم محمد بن الكبلوتي بن الطاهر بن رزقي الحناشي من تونس. وقام هؤلاء بقتل صف ضابط فرنسي، وأشعلوا الحرائق في بعض مزارع الأوروبيين حول (سوق أهراس) وقتلوا تسعة منهم. ثم زحفوا على (سوق أهراس) نفسها يوم ٢٦ كانون الثاني - يناير - وحاصروها لمدة ثلاثة أيام. وقطعوا أسلاك الهاتف التي تربطها بمدينة (قالة). وخاضوا معركة كبيرة في (عين سنور) يوم ٣٠ من الشهر ذاته. واستمرت الاشتباكات حتى يوم ٨ شباط - فبراير - ١٨٧١. وارتفع عدد قتلى الإفرنسيين إلى (١٥) قيلا. ثم انسحب الصبايحية، والكبلوتي، وأتباعه، إلى داخل الحدود التونسية حيث استقبلهم الشيخ الميزوني بحفاوة في مدينة (الكاف). وعلى أثر ذلك، قامت السلطات الإفرنسية بتطبيق عقوبات صارمة