ضد عائلات الثائرين. فحاكمت مائة وأربعة وثلاثين شخصا أمام محكمة عسكرية استثنائية (بعنابة) أصدرت الحكم بالإعدام على خمسة، وبالأشغال الشاقة المؤبدة على عشرين، وبالنفي والإقامة الجبرية على أربعين. وغرمت الثوار بمبلغ (٣٧٦) ألف فرنك. وأعدم الإفرنسيون عددا من المواطنيين الجزائريين في الساحة العامة لمدينة (سوق أهراس) بعد فك الحصار عنها مباشرة. وصادروا أملاك وأراضي سبعة دواوير (قرى) بالجملة. وأخذوا رهائن من المواطنين حتى يتم دفع الغرامات المطلوبة أما الأوروبيون الذين اتهموا بافتعال الحوادث أو ارتكاب الجرائم، فقد برأتهم المحكمة ولقد وضعت سلطات منطقة (القالة) الإفرنسية تقريرا عن الأحداث جاء فيه: (إن المشاكل السياسية في منطقة الحدود لها دخل في حوادث الصبايحية الذين كانوا يتفجرون غضبا. ولم يكن قرار النقل إلى فرنسا بأكثر من وسيلة لإظهار غضب الصبايحية وانفجارهم. ولقد امتدت أصداء هذه الحوادث إلى المناطق الداخلية البعيدة ...) ويعني بذلك أحداث أولاد عيدون بالميلية، والأحداث الأخرى. بما فيها ثورة محمد المقراني.
٨ - ثورة أولاد عيدون بالميلية وأولاد خليفة بتبسة. انفجرت الثورة في الوادي الكبير (بالميلية) ولم يكن قد مضى على انتهاء أحداث الصبايحية بسوق أهراس أكثر من أسبوع واحد. فقد أعلن أولاد عيدون ثورتهم يوم ١٤ شباط فبراير - ١٨٧١ في أكثر من عشرين نقطة. وزحفوا على مدينة الميلية في اليوم الثاني، وحاصروها بحوالي ألفي رجل، وقطعوا عنها قنوات مياه الشرب وأملاك الهاتف، وأرغموا عددا من الحراس والأوروبيين والصبايحية ورجال المخزن وقائد